تعيش مدينة تايبيه، آخر مدينة ذات أغلبية مسيحية في الضفة الغربية، موجة من الهجمات المتكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين وضعت الوجود المسيحي العريق فيها على المحك. فقد أطلق كهنة ينتمون لمختلف الطوائف المسيحية – اللاتينية، والكاثوليكية اليونانية، والأرثوذكسية اليونانية – نداءً عبر وسائل التواصل الاجتماعي للقيادات الدولية، يحثونهم على التدخل لوقف الحرائق المتعمدة والهجمات المنظمة التي تستهدف المجتمع المسيحي في المدينة.
أكد الكهنة في بيانهم أن "الوجود المسيحي المتجذر منذ ألفي عام والمحمي عبر الأجيال أصبح اليوم مهدداً بالزوال بفعل هجمات متعددة تستهدف الأراضي المقدسة، والمعالم الدينية، والسكان معاً". وكان من بين أبرز الهجمات الأخيرة سلسلة من الحرائق المتعمدة بالقرب من مقبرة المدينة والكنيسة الخضراء القديمة، التي تعود للقرن الخامس الميلادي وتُعتبر من المعالم الدينية في فلسطين.
وأشار البيان إلى أن "الاعتداءات أصبحت يومية"، مطالبين بتحقيق العدالة وحماية المجتمع المحلي. وجاء فيه: "تهجير المزارعين من أراضيهم، والتهديد الذي يطال كنائسهم، وحصار مدينتهم، كلها طعنات في قلب هذا الشعب". وبرغم هذه الظروف الصعبة، عبّر قادة المجتمع عن أملهم في أن "ينتصر الحق والعدالة".
تعكس هذه الأحداث تصاعد التوتر الطائفي في المنطقة، وتسلط الضوء على التحديات التي تعيشها المجموعات الدينية التاريخية، في ظل غياب حماية دولية فعالة. وتبقى تايبيه اليوم رمزاً لصمود الأقلية المسيحية في فلسطين، فيما يواصل أبناؤها الدفاع عن تراثهم وأرضهم وهويتهم الدينية رغم المخاطر اليومية


