في خبر صادم لمجتمع الجالية البوذية في فرنسا، شهد معبد وات فو، الواقع في بريو-جوي (إقليم إيسون)، حريقًا هائلًا اندلع ليل الجمعة إلى السبت 12 يوليوز، وأدى إلى تدمير جزء كبير من المبنى. يُعد هذا المركز الروحي الأكبر من نوعه على التراب الفرنسي، وكان قد اُفتتح حديثًا في نوفمبر 2023 ليشكل فضاءً للديانة البوذية ومكانًا للتأمل والتلاقي الروحي.
اندلع الحريق حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء، وتدخلت فرق الدرك الوطني تليها وحدات الإطفاء بسرعة. استمرت عمليات مكافحة النيران حتى الساعة الثالثة صباحًا تقريبًا، لكن النيران التهمت نحو 500 متر مربع، شملت انهيار سقف المبنى واحتراق مساحات واسعة في الطابق الأرضي.
في لحظة لم تغب عنها المخاطر، جرى إجلاء خمسة عشر راهبًا كانوا خارجين لحظة وقوع الكارثة، وتسبب الدخان في وضع ثلاثة منهم تحت أجهزة التنفس، في حين تأثر أيضًا اثنان من قوات الدرك. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن مصدر الحريق كان كهربائيًا، ما يثير تساؤلات حول سلامة البنية التحتية لمبانٍ دينية حديثة العهد.
خلال ساعات الأزمة، أبدى المجتمع البوذي المحلي تضامنًا كبيرًا إلى جانب فرق الطوارئ والسلطات المحلية. أعربت رابطة "الثاما دوتا" التايلاندية عن قلقها العميق إزاء الحدث وحيّت شجاعة وتعاون الرهبان وكل المشاركين في جهود السيطرة على الحريق.
يمثل هذا الحادث تحديًا جديدًا لمسألة حماية دور العبادة، خاصة في بلد يتسم بتنوع ديني وثقافي كبير كالذي تعرفه فرنسا. كما يطرح ضرورة إعادة تقييم إجراءات الوقاية والسلامة، ودعم جهود الترميم حتى يستعيد المعبد مكانته كمركز روحي للمجتمع البوذي وأبناء البلد المهتمين بالبحث الروحي والتفاهم الثقافي.
باتت الجهود مركزة الآن على تأمين الدعم المالي لإعادة ترميم المبنى، حيث أطلق الرهبان نداءً إلى المتبرعين والمتعاطفين لدعم المشروع وضمان استمرار هذا الفضاء في أداء رسالته الروحية والثقافية في قلب فرنسا الحديثة.


