متحف فريد يحتفي بالتصوف الإسلامي في فرنسا

أضيف بتاريخ 08/15/2025
دار سُبْحة

​في مدينة شاتو (إقليم إيفلين)، افتُتح عام 2024 أول وأوحد متحف في العالم مخصص بالكامل للتصوف الإسلامي تحت اسم متحف الفنون والثقافة الصوفية MTO. هذا الفضاء الثقافي يعرض مئات القطع الأثرية والأعمال الفنية المعاصرة عبر ثلاثة طوابق، مانحاً الزوار فرصة التعرّف على روحانيات التصوف بعيداً عن القوالب الدينية التقليدية



استغرق إنشاء هذا المتحف عشر سنوات، منها خمس سنوات لترميم قصر من القرن التاسع عشر ليواكب المعايير الحديثة ويحافظ على أصالته المعمارية، مثل الواجهة الزرقاء التاريخية للمبنى. وبعدها، كُرس خمس سنوات أخرى للتخطيط الثقافي والفني، بمساهمة خبراء ومسؤولين بارزين في الساحة المتحفية الفرنسية.

يحرص المتحف على تقديم التصوف الإسلامي بأسلوب عالمي وإنساني، ويؤكد فريقه أنه ليس مؤسسة دينية. الموظفون الخمسة وعدد من المتطوعين يؤطرون الزوار وينظمون ورشاً تعليمية وجلسات حوارية، بالإضافة إلى صيانة حديقة صوفية تعتبر ملاذاً هادئاً يجسد دمج الفن بالطبيعة. كما تتوفر مكتبة متخصصة مفتوحة للباحثين والأكاديميين.



يمتد المعرض الدائم والمؤقت على مساحة 450 متراً مربعاً، حيث تتجاور قطع من التاريخ الصوفي مع إبداعات معاصرة مثل منحوتات يدوية، ملابس رمزية وأعمال فنية تفاعلية. من بين المعروضات البارزة: وعاء الكشكول الرمزي، وقطع خزفية تعكس رحلة التحول الروحي، إضافة إلى أثواب ونماذج رقمية مجسّمة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

منذ افتتاحه، استقبل المتحف حوالي 8500 زائر من محبي الثقافة والفضوليين، مع حضور دولي ملحوظ. الفعاليات لا تتوقف خلال السنة، ولا سيما في شهر سبتمبر بمناسبتي يوم التراث الأوروبي والذكرى السنوية الأولى وورش عمل وعروض موسيقية تشمل السماع الصوفي والفلامنكو.



يفتح المتحف أبوابه من الأربعاء إلى الأحد، ويقدّم منصة مميزة للحوار بين الفنون والروحانيات، ما يجعله محطة ثقافية وإنسانية لا نظير لها في العالم.