النهر يجري في الوسط: تحفة روبرت ريدفورد عن الروحانية والطبيعة والأخوة

أضيف بتاريخ 10/03/2025
دار سُبْحة


في تحفة سينمائية نادرة تجمع بين جمال الطبيعة وعمق الروح الإنسانية، يقدم المخرج روبرت ريدفورد ملحمة عائلية تدور أحداثها في ولاية مونتانا مطلع القرن العشرين. الفيلم، المقتبس عن رواية نورمان ماكلين الذاتية، يتتبع مصير شقيقين تربيا في كنف والدهما القس البروتستانتي وسط مناظر طبيعية خلابة.

نورمان وبول ماكلين، يجسدهما ببراعة كريج شيفر وبراد بيت في أول أدواره الرئيسية، شقيقان يجمعهما حب صيد السمك بالذباب الاصطناعي لكن تفرقهما دروب الحياة. الأول هادئ يختار الحياة الأكاديمية، والثاني مندفع يغرق في عالم الصحافة والقمار والكحول.

يتميز الفيلم بتصوير سينمائي استثنائي للمصور فيليب روسلو، الذي يحول مشاهد صيد السمك إلى استعارات بصرية عن تعرجات الحياة ومصائر البشر. النهر، بانعكاساته الفضية المتموجة، يصبح رمزاً للحياة نفسها بكل تقلباتها.

حاز الفيلم على إشادة النقاد عند عرضه عام 1992، وأصبح علامة فارقة في مسيرة ريدفورد الإخراجية بعد فيلمه "أناس عاديون" الحائز على أربع جوائز أوسكار. يقدم العمل رؤية عميقة عن الروابط العائلية والإيمان والطبيعة، في قالب فني يجمع بين الشاعرية والواقعية.