‎عبور الروح والفن: مسجد محمد السادس في سانت-إتيان يضيء أيام التراث الأوروبي 2025

أضيف بتاريخ 09/23/2025
دار سُبْحة


عرف مسجد محمد السادس في سانت-إتيان إقبالاً استثنائياً بين 19 و21 سبتمبر، في إطار فعاليات أيام التراث الأوروبي لعام 2025. وقد تحولت هذه المعلمة إلى واجهة أصيلة للهندسة المغربية، لتصبح وجهة أساسية في المشهد التراثي بمنطقة اللوار، وجذبت جمهوراً متنوعاً متعطشاً لاكتشاف ثرائها الثقافي.

اختارت نسخة هذا العام تسليط الضوء على «التراث المعماري»، ما مكّن الزوار من استكشاف تنوع الأساليب الحرفية التي تشكّل الإرث الأوروبي. في سانت-إتيان، أسهم برنامج غني في جذب الزوار من خلال جولات تعريفية، وورش عمل لتعلم فن الزليج، ومعرض استثنائي. توافد سكان المنطقة وفضوليون من أماكن أخرى إلى هذا الموقع الرمزي الذي جسّد مدى التلاقي بين الروحانية والثقافة.

تأسست مسجد محمد السادس عام 2012 وأصبح بسرعة رمزاً للانفتاح والتعايش في اللوار. ومنذ عام 2014، يشارك هذا الصرح بانتظام في هذا الموعد التراثي، ما عزز مكانته كفضاء للصلاة وكمركز لنقل القيم الفنية. رغم هطول الأمطار يوم الأحد، فقد أشاد مدير الشؤون الثقافية يوسف عفيف بالحضور الكبير وتزايد الاهتمام بالحرف المغربية والتقاليد العريقة. كانت ورش الزليج من أكثر الفعاليات استقطاباً، إذ منحت المشاركين فرصة الغوص في فن راقٍ، بينما قدّم معرض خاص بمناسبة مرور 1500 سنة على ولادة النبي سيدنا محمد مخطوطات وتحف خطية نادرة أعارها لهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

على المستوى الوطني، أحصى قطاع الثقافة الفرنسي أكثر من 18,500 موقع مفتوح للعموم، ونحو 29,000 فعالية أُقيمت خلال هذه الدورة الثانية والأربعين. وبهذا التنوع في الأماكن، من القلاع إلى المباني الدينية، جسّد الفرنسيون مرة أخرى تمسكهم بقيمة التراث والمشاركة في نقله عبر الأجيال.