رصد تقرير دولي تصاعداً في الانتهاكات الخطِرة للحريات الدينية خلال عامي 2023 و2024، ما طال أكثر من 5.4 مليار شخص في 62 دولة. يبيّن التقرير انتشار أنماط الاضطهاد والتمييز والرقابة الرقمية، مع استخدام الذكاء الاصطناعي لتعقّب المؤمنين وتجريمهم في دول مثل الصين وكوريا الشمالية، وتنامي العنف المرتبط بالتشدّد في إفريقيا جنوب الصحراء، إلى جانب ارتفاع الأعمال المعادية للسامية والمسلمين في عدد من الدول الغربية.
يعتمد هذا المقال على تقرير منظمة Aid to the Church in Need (ACN) الصادر كل عامين منذ 1999، كما تناولت خلاصاته تغطيات صحافية لدى وكالة الأنباء الفرنسية. يصنّف التقرير 196 دولة إلى ثلاث فئات: «الاضطهاد»، «التمييز»، و«دول قيد المراقبة»، مع تحديثات دورية للاتجاهات والبيانات.
ظهرت 24 دولة في فئة «الاضطهاد» التي تتسم بأعمال عنف أو مضايقات جسيمة، بينها الهند والصين. أما فئة «التمييز» فشملت 38 دولة مثل تركيا ومصر وفيتنام، حيث تُمنح ديانة محددة مكانة مهيمنة تنتج عنها قيود منهجية على جماعات دينية أخرى. في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، يسجّل التقرير تداخل القومية الدينية والاعتبارات العرقية مع مظاهر التطرّف بما يعمّق التمييز.
يشير التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم كأداة رقابية في بعض البيئات السلطوية، لتسهيل التعقّب والمراقبة والتجريم ضد الأقليات الدينية، محذّراً من «إمكانات هائلة للتلاعب» عندما تُوظَّف التقنيات في تضييق حرية المعتقد وممارسة الشعائر.
تؤكد المنظمة أن الحرية الدينية غالباً ما تكون الحلقة الأضعف ضمن منظومة الحقوق الأساسية، ما يجعلها عرضة لتأثيرات القومية الدينية والعنف المرتبط بالتشدّد. وعلى الرغم من الصورة القاتمة عموماً، يسجّل التقرير تحسناً محدوداً في بلدين فقط منذ 2023 هما كازاخستان وسريلانكا.