منذ سنوات، كان لاري هيرتز يجد عزاءً روحياً في دوائر سرّية يخوض فيها مع آخرين تجارب مهلوسة منظَّمة. ومع ذلك ظلّ يشعر بانقسام داخلي؛ فالمحيط الذي يتحرك فيه قلّما يعرف شيئاً عن اليهودية، وإن حضرت ديانة فغالباً تكون المسيحية. كان يمارس ما يسميه "الطب" في الخفاء، لا يخبر أصدقاءه، ويعيش حياة مزدوجة. هذا تغيّر عندما وصل عبر بحث عابر إلى مجتمع "شيـفا" للدعم النفسي‑الروحي اليهودي، وهو شبكة تُسند مستكشفي التجارب المهلوسة وتدمج الممارسات والطقوس اليهودية في رحلات وتأملات وأنشطة تمتد من احتفالات بوريم وحانوكا إلى دورات في التنفّس والشفاء.
يقود "شيـفا" الحاخام زاك كامينيتس، الذي دخل عالم المهلوسات عبر مشاركته في دراسة أكاديمية تلقّى فيها جرعات من بسيليوسيبين لاختبار كيفية استجابة أشخاص ذوي توجّه روحاني عميق. التجربة فتحت له مساحات معرفية جديدة؛ في إحدى الجرعات رأى "شجرة الحياة" الكابالية، وفي أخرى واجه الفراغ الداكن، ما أعاد تشكيل فهمه للروحانيات اليهودية بين النشوة والسكينة والعدم. ومنذ ذلك الوقت، بدأت رسائل تصل إلى بريده من أشخاص يبحثون عن لغة دينية تحيط بتجربتهم، وعن طريقة للربط بين ما يعايشونه تحت تأثير المركّبات وبين معنى الانتماء.
مع جائحة كوفيد، خسِر كامينيتس وظيفته واعتبر الفراغ فرصة للتأسيس. انطلقت "شيـفا" كدوائر اندماج عبر لقاءات رقمية تستقبل مشاركين من مختلف مستويات التدين، تقدّم تعاليم قصيرة متصلة بالتقويم اليهودي وقراءات الأسبوع، وتتيح مساحة مشاركة لتجارب سابقة. ومع اتساع الاهتمام، صارت هناك نشرات ودورات وفعاليات حضورية في مدن متعددة، مع تأكيد واضح على عدم الترويج لنشاط غير قانوني أو تقديم رعاية طبية أو نفسية خارج الأطر المنظّمة. إلى جانب ذلك، يطوّر كامينيتس ما يسميه "لاهوتاً مهلوساً" ينعكس على الحياة اليومية عبر إعادة حساسية المرء إلى الترابط مع الخليقة والإصغاء لحضور الإله، ضمن تأملات شعورية عملية أكثر من تنظيرات نظرية.
بعد 7 أكتوبر 2023، ومع تعاظم الصدمة لدى كثير من اليهود في الولايات المتحدة والشتات، اتجه "شيـفا" إلى رحلات منظّمة لكيتامين في بيركلي، بعد إعداد صارم يتضمن طلبات مطوّلة وفحوصات طبية وجلسات تمهيدية تستند إلى تقاليد حسيدية وكابالية. الرحلة نفسها تدمج صلاة وذكر وموسيقى وممارسة منسوبة لبَعَل شِم طوف في التعامل مع اتّساعات الوعي. أشخاص قدموا من بيئات متشدّدة أو علمانية وجدوا، كما تقول مشاركة تُعرّف نفسها بحرف "أ"، لغة تصف ما تسميه الليل الروحي الطويل الذي تعيشه اليهودية، وتعيد تأطير الانتماء ضمن مجتمع يفهم السياق والهمّ ويشارك التجربة دون وصاية. شعار المجتمع الذي يقول إن "اليهودية مهلوسة" يلخّص هذا التقاطع بين الهوية والبحث الداخلي.
هناك جذور أقدم لهذا المزج؛ فالحاخام زلمان شاختِر‑شالومي جرّب عقار إل‑إس‑دي إلى جانب تيموثي ليري في الستينيات قبل أن يؤسّس حركة التجديد اليهودي، وما تلاه من دوائر ثقافية يهودية تقدّمية كانت ترشّ على لقاءاتها أناشيد وصلوات وتستكمل المعنى عبر التأويل بعد انتهاء الرحلة. ومع هذا الإرث، ينبه باحثون إلى تخوّف مشروع: أن تُختزل اليهودية في بوابة مهلوسة فتفقد بعض قوتها الروحية. النقد هنا لا يلغي التجربة، بل يدعو إلى اتّزان يضمن أن تظل الممارسات الروحية إطاراً حاضناً لا بديلاً عن جوهر الإيمان.
التجربة ليست مقصورة على اليهودية. ظهرت مجموعات مسيحية مثل "Ligare" التي ترافق التجارب من منظور إيماني محدّد، لكن الطريق أمامها كان أشد وعورة بسبب جدل مؤسسي وثيق الصلة بحدود endorsement والتأطير الديني. وهناك مبادرات مستلهمة من الإسلام مثل "روحاني" قيد التطوير. ولا يمكن إغفال الامتداد الأعمق لدى الشعوب الأصلية في الأميركيتين؛ معارك قانونية طويلة لحماية ممارسات روحية تتضمن البيوتي ومركّبات أخرى مهّدت لظهور كنائس تعتبر هذه المواد أسراراً دينية طبيعية في طقسها، وأسست أرضية قانونية وثقافية للعمل فوق الأرض لا تحتها.
بالنسبة لـ"شيـفا"، يتجه المسار الآن نحو نطاق قانوني أوضح؛ فالمجتمع يستعد لأول رحلة بسيليوسيبين قانونية في ولاية أوريغون هذا الشهر، بميسّرين يهود ومن السكان الأصليين. التبادل الثقافي لا يجري شكلياً؛ الميسّرون الأصليون يتعلمون أناشيد عبرية، وفريق "شيـفا" يفتح مساحة لحكمة السكان الأصليين ضمن إطار يهودي واعٍ. هذا النوع من الشراكة يُظهر كيف يمكن لرحلة علاجية أن تنسج علاقة بين التراث والشفاء دون أن تُسقط تعقيد السياقات.
لاري هيرتز، الذي شارك في رحلتين لكيتامين عبر "شيـفا" ويستعد لثالثة، يصف تأثيراً ملموساً: الإطار اليهودي وضعه في بيئة يشعر فيها بأنه على سجيته، لا يعيش ازدواجية. بعد انقطاع عن الممارسات الدينية، وجد نفسه يعود إلى صلاة مساء الجمعة. يقول ببساطة إن حياته صارت واحدة، لا حياة نهارية وأخرى تحت الأرض.
هذه السردية لا تقدّم وصفة جاهزة، ولا تدّعي حلّ أزمة عالمية. لكنها تضع يدها على موضع الألم بعد 7 أكتوبر، وتمنح مكاناً آمناً لخبرة نفسية‑روحية تتوخّى الشفاء، بعمق يهودي معاصر ولغة متصلة بالكابالا والتأويل الحسيدي، ضمن حدود قانونية وأخلاقية واضحة.
يعتمد هذا المقال على تقرير Religion News Service بعنوان: After Oct. 7, Jews seek healing from kabbalah‑informed psychedelic retreats، المنشور في 29 أكتوبر 2025، مع الإشارة إلى دراسة مشتركة بين جامعة جونز هوبكنز وجامعة نيويورك حول تأثير بسيليوسيبين على رجال دين من ديانات مختلفة كما تابعتها RNS.


