عيد القديس نيكولاوس

أضيف بتاريخ 12/06/2025
دار سُبْحة


يُحتفل بعيد القديس نيكولاوس في السادس من ديسمبر وفق التقويم الميلادي الغريغوري، وهو تاريخ يعود إلى وفاة الأسقف نيكولاوس من ميرة في ليكيا عام 343 ميلادية، في جنوب تركيا الحالية. نشأ هذا الاحتفال في الكنيسة الكاثوليكية كذكرى لشخصية تاريخية عاشت في القرن الرابع، اشتهرت بكرمها تجاه الفقراء والأطفال، مما جعلها راعياً للأطفال والبحارة والتجار. تطورت التقاليد حولها لتشمل توزيع الهدايا، لتصبح مقدمة لعيد الميلاد في مناطق أوروبية عديدة، خاصة في شرق فرنسا وبلجيكا وهولندا.

في التقويم اليولياني الذي يعتمده بعض الكنائس الأرثوذكسية، يوافق هذا التاريخ التاسع عشر من ديسمبر، مما يبرز الاختلاف الزمني بين التقويمين الناتج عن إصلاحات غريغورية في القرن السادس عشر. يظل القديس نيكولاوس واحداً من أبرز القديسين في التقاليد المسيحية الشرقية والغربية، حيث نقلت رفاته إلى باري في إيطاليا عام 1087، فأصبح يُعرف أيضاً بنيكولاوس الباري. هذه الترجمة عززت مكانته كرمز للعطاء، متجاوزاً الحدود الطائفية داخل المسيحية.

أما في التقويمات الدينية الأخرى، فلا يتزامن السادس من ديسمبر 2025 مع أعياد رئيسية؛ ففي الهجري يقع في ذي الحجة 1447 دون مناسبة بارزة، وفي العبري حول كسلخ كسلو، قبل هانوكا، بينما يتوافق مع فترة عادية في القبطي وبعض التقاليد البوذية أو الهندوسية دون ارتباط مباشر. يعكس هذا التداخل الزمني كيف تتقاطع التقويمات في الحياة المعاصرة، محولة الاحتفال المحلي إلى مناسبة عالمية تربط بين التراث الديني والثقافة الشعبية. استمرار التقاليد مثل مواكب القديس وتوزيع الحلويات يحافظ على رمزه كحامٍ للأبرياء، في زمن يتسارع فيه الاندماج بين الثقافات.