يُشير مصطلح الأدفنت إلى الفترة الزمنية التي تمتد أربعة أسابيع قبل عيد الميلاد، وهو مرتبط تقليدياً بتقويمه الشهير الذي نشأ في ألمانيا البروتستانتية مطلع القرن العشرين. يفتح هذا الوقت مرحلة تقع عند تقاطع الطقوس الدينية والعادات الشعبية، حول انقلاب الشتاء. يُستخدم اليوم هذا المفهوم في سياقات تجارية متنوعة، من الشوكولاته والعلامات الفاخرة إلى المنتجات غير التقليدية، مما يعكس مرونة هذه الفترة عبر التاريخ وقدرتها على التكيف مع الاستهلاك الحديث.
يأتي اسم الأدفنت من اللاتينية «أدفنتوس» بمعنى الوصول أو الظهور، ويُعبر عن انتظار مجيء المسيح في التقويم الديني المسيحي. يُدمج هذا الوقت ضمن دورة سنوية أوسع تنتهي بعيد الميلاد كذروة، ثم تمتد إلى الأيام الاثني عشرة حتى عيد الغطاس وعيد تطهير العذراء. لا يقتصر على الجانب الديني فقط، بل يحمل طابعاً سحرياً يتداخل فيه الطقس الرسمي مع التقاليد الشعبية والخرافات، حيث يُصور كمنحنى يتصاعد قوته السحرية حتى منتصف ليلة 24 ديسمبر.
يرتبط الأدفنت بانقلاب الشتاء في 21 ديسمبر، الذي كان يُحتفل به في ثقافات قديمة كعيد «الشمس الغالبة» الروماني، قبل أن يحل محله عيد الميلاد في أوروبا اللاتينية. يُفسر هذا التحول كمحاولة للتغلب على الخوف البدائي من ابتعاد الشمس وغيابها، مما يجعل الليالي الطويلة فترة لاستعادة الضوء والحياة. يُعتبر الأدفنت مقدمة لهذه الذروة، حيث تتكاثر الظواهر الخارقة والممارسات الشعبية لاستغلال الطاقة السحرية الناتجة عن هذا التحول.
تشمل التقاليد الشائعة مثل تقويم الأدفنت وتاج الأدفنت الذي يُنسب إلى قسيس لوثري، إلى جانب عادات محلية متنوعة كمسيرات المتخفين في صور حيوانات أو شياطين في مناطق مثل سلوفاكيا وبلغاريا لطرد الأرواح الشريرة. في ألزاس يُضرب على الأبواب لإخافة الأرواح، وفي بروفانس يُزرع البقول منذ عيد القديسة بربارة في 4 ديسمبر كعلامة تنبؤية. تتسم هذه الممارسات بقدرتها على فتح أبواب بين العوالم، مما يسمح بنزول الكيانات السماوية أو صعود الأرواح الشريرة، مع حظر بعض الأعمال كالغسيل لتجنب المخاطر.
يجسد الأدفنت مزيجاً من الترقب والقلق والفرح، حيث تتعايش القوى الإيجابية والسلبية في فترة انتقالية تُعرف بـ«زمن الرغبة الطويلة». يُظهر تاريخه كيف تتداخل الديانة مع السحر الشعبي، مما يفسر استمرار جاذبيته واستغلاله التجاري الواسع اليوم.


