تعد الكابالا جوهر التصوف في الديانة اليهودية، حيث تهدف إلى الكشف عن الطبقات الخفية للواقع واستكشاف طبيعة الإله ودور الإنسان في الخلق. تعود أصول كلمة "كابالا" إلى الجذر العبري بمعنى "استقبال"، وتشير إلى مجموعة من التعاليم التي تم تناقلها عبر الأجيال. تطورت الكابالا كنظام معرفي في الأندلس وجنوب فرنسا وشمال إفريقيا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، مع اعتباره كتاب الزوهار نصها الأساسي، حيث يفسر القصص التوراتية على أنها رموز لرحلة روحية داخلية.
تركز الكابالا على شجرة الحياة، وهي خريطة رمزية مكونة من عشر صفات إلهية تمثل أبعادًا روحية للإنسان والله معًا، كالرحمة والحكمة والتناغم. علاوة على ذلك، تعتبر الكابالا لغة للرموز والمعاني الخفية، حيث تحمل الحروف العبرية طاقات روحية وتُقرأ النصوص من زوايا متعددة. في جوهرها، تمثل الكابالا دعوة للاستيقاظ والتركيز على تهذيب الذات والمشاركة في إصلاح العالم، مع طرح أسئلة وجودية كبرى حول النفس والإله والمعنى المخفي في تفاصيل الحياة اليومية.



