في مقال نشرته صحيفة لو فيغارو في 4 أكتوبر 2025، يروي المؤرخ شارل زورغبيب كيف أن تاريخ الإسلام كقوة سياسية ودينية تميز بدورات من التوسع والانحسار التي شكلت العالم بعمق. بدأ كل شيء في القرن السابع الميلادي بانطلاقة مذهلة: في غضون قرن واحد بعد وفاة النبي محمد عام 632، أنشأت الجيوش الإسلامية إمبراطورية امتدت من إسبانيا إلى آسيا الوسطى. أدت هذه الموجة الأولى من التوسع الإسلامي إلى تغيير النظام العالمي، مما أجبر أوروبا على الانكفاء على نفسها وأدى إلى ولادة الإمبراطورية الكارولنجية.
بعد فترة من التفكك، جاءت موجة التوسع الثانية مع الإمبراطورية العثمانية التي، في ذروة قوتها من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر، سيطرت على ثلاث قارات. أصبح السلطان العثماني أيضاً خليفة وزعيماً روحياً لجميع المسلمين. لكن الانحدار التدريجي للإمبراطورية العثمانية أدى إلى تفككها بعد الحرب العالمية الأولى. في عام 1924، ألغى مصطفى كمال الخلافة وقاد تركيا نحو تحديث جذري مستوحى من النموذج الغربي.
شهدت فترة ما بين الحربين محاولة العديد من البلدان الإسلامية للتحديث بالاستلهام من الغرب. بعد عام 1945، أصبحت العلاقة مع الغرب أكثر تعقيداً: اندمج الإسلام في حركات التحرر الوطني، كما يتضح من شخصية جمال عبد الناصر في مصر الذي جمع بين التحديث والمرجعية الإسلامية. شكلت الصدمة النفطية عام 1973 نقطة تحول بمنحها للدول الإسلامية المنتجة للنفط ثقلاً اقتصادياً جديداً.
وأخيراً، كرست الثورة الإيرانية عام 1979 العودة المثيرة للإسلام السياسي إلى الساحة الدولية. لأول مرة، أقامت ثورة شعبية نظاماً ثيوقراطياً يتحدى بشكل صريح النظام الدولي الغربي. منذ ذلك الحين، تجسد إيران الإسلامية هذا التوتر بين المشاركة في النظام الدولي وتعزيز نظام بديل قائم على الإسلام، مما يوضح استمرار التحدي الذي يشكله الإسلام للغرب.


