يرى كثيرون أن كتاب "العاقل" الذي أبدعه المؤرخ والفيلسوف يوفال نوح هراري يدفع القراء إلى إعادة النظر في المسار التاريخي للبشرية عبر سرد مشوق وغير تقليدي لتطور الإنسان. بحسب الخبراء، يوضح المؤلف في أحدث جزء من السلسلة كيف أن الثورة العلمية خلال القرون الخمسة الأخيرة جعلت البشر يمتلكون أدوات غير مسبوقة لفهم العالم والسيطرة عليه، متجاوزين بذلك حدود الأساطير والتفسيرات القديمة.
الملاحظ أن هراري، كما تذكر المؤسسات الإعلامية والمحللون المتخصصون، يتبنى أسلوباً سردياً يمزج بين تبسيط المعرفة التاريخية والتعمق الفلسفي، مما يساعد القراء على استيعاب التحولات الكبرى التي عرفتها الإنسانية من العصر الحديث حتى عصر الذكاء الاصطناعي. تجدر الإشارة إلى أن المؤلف يوظف خياله لنقل أفكار معقدة حول العلم والسلطة والتقنية، مستخدماً قصصاً وحكايات لإضفاء الروح على الموضوع، وهو ما جعل كتبه تحقق نجاحات عالمية وتُعتبر مرجعاً للكثير من المهتمين بتاريخ الإنسان.
وبحسب النقاد، فإن كتابات هراري تمنح مساحة للتأمل في مدى مسؤولية الإنسان العاقل أمام التحديات البيئية والأخلاقية الناتجة عن التقدم العلمي. وتشير مراجعات متعددة إلى أن المؤلف يطرح تساؤلات عميقة حول قدرة البشر على اتخاذ قرارات حكيمة في ظل التطورات الحديثة، كما يلفت الانتباه إلى ضرورة التعاون العالمي لمواجهة التغييرات المتسارعة. يُذكر أن أعمال هراري قد تم نشرها بعشرات اللغات، وأصبحت محط اهتمام القراء والمؤسسات الفكرية حول العالم، ما يؤكد مكانته كمفكرٍ معاصرٍ استطاع الجمع بين التبسيط والإبداع في تحليل مسيرة الإنسان.