يقدم مارك نيجر وميخائيل بريفو، من خلال كتابهما الجديد "الله واليهودي والمسلم"، نظرة معاصرة حول التعايش الديني في بلجيكا. يجمع بين الكاتبين مسار غير تقليدي في اعتناق الدين، حيث وجد نيجر طريقه إلى اليهودية الليبرالية من خلال رغبته في توريث إطار ديني لأسرته، بينما اختار بريفو اعتناق الإسلام بعد رحلة فكرية عميقة.
في حوار مع موقع RTBF، يشرح بريفو كيف أن الإسلام استجاب لتساؤلاته الروحية الأساسية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة المباشرة مع الله وغياب رجال الدين كوسطاء. وقد ساهم في تأسيس المجلس الإسلامي البلجيكي عام 2023، مؤكداً على أهمية تطوير هياكل إسلامية تتماشى مع متطلبات العصر.
يعمل كلا المفكرين على تجديد الخطاب الديني وتحديثه. يؤكد نيجر على أهمية اليهودية المنفتحة التي تواجه التحديات المعاصرة، بينما يسعى بريفو لتأسيس إسلام ليبرالي في بلجيكا يستجيب للاحتياجات الروحية للمسلمين المعاصرين.
يتناول الكتاب قضية معاداة السامية بشكل موضوعي، حيث يشير المؤلفان إلى أهمية فهم جذور هذه الظاهرة وتفكيك الصور النمطية المتوارثة. يؤكد بريفو على ضرورة تجنب توظيف هذه القضية سياسياً أو استخدامها لوصم المجتمع المسلم.
يختتم المؤلفان بالتأكيد على أهمية التعليم والفهم العميق للتاريخ كوسيلة لمواجهة استغلال النزاعات السياسية. يقدم الكتاب رؤية متجددة للحوار بين الأديان، مستهدفاً المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء، ومقدماً مفاتيح للنقاش الهادئ والبناء حول القضايا الدينية المعاصرة.