يقترح تقرير حديث تكريم الإمام الجزائري بلحاج المعافي (1900-1999)، أول إمام في مدينة ليون الفرنسية، في مقبرة العظماء الفرنسية "البانثيون"، في خطوة لدمج المسلمين في التاريخ الوطني الفرنسي.
ولد بلحاج المعافي قرب بسكرة في الجزائر، وشارك في الحرب العالمية الأولى ضمن قوات "التيرايور" قبل أن يتلقى تعليماً دينياً صوفياً. استقر في منطقة ليون التي لم يكن فيها آنذاك سوى ألفي مسلم، ليصبح على مدى سبعين عاماً الوجه الأبرز للإسلام في المدينة.
عمل بلحاج إماماً ومفتياً ومترجماً ومرشداً اجتماعياً، وكان يزور السجون والمستشفيات. وأصبح المحاور الرئيسي للسلطات المحلية، حيث ظهر في صور تاريخية مع الجنرال ديغول عام 1944، والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1986.
ويروي الأب المسيحي كريستيان ديلورم أن بلحاج كان "إمام فرنسا الحقيقي، متمسكاً تماماً بقيم الجمهورية". كما تشير تقارير الشرطة وشهادة الحاخام الأكبر ريتشارد فرتنشلاغ إلى دوره في إنقاذ عائلات يهودية من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وحتى وفاته عام 1999، حافظ بلحاج على مكانته في المجتمع، حيث نظم صلوات مشتركة مع رجال دين من مختلف الديانات، مجسداً نموذجاً للتعايش والوسطية.


