إعتراضات في ألمانيا حول تكريم الإمام بنيامين إدريز بجائزة توماس-ديهلهر

أضيف بتاريخ 10/29/2025
دار سُبْحة


تعترض عدة منظمات، منها الجمعية الألمانية الإسرائيلية وتحالف اليساريين ضد معاداة السامية في ميونخ، وتتهم إدريز بتبني مواقف متساهلة تجاه الإرهاب والتحريض ضد إسرائيل، خاصة إثر تصريحاته بعد الذكرى الثانية لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حيث شبّه الحكومة الإسرائيلية بتنظيم الدولة الإسلامية، واتهم بعض اليهود بالعنف، ما اعتبره منتقدوه تبرئة لمرتكبي الأعمال الإرهابية وتشبيهًا غير مقبول يضع الضحايا والجلادين في مستوى واحد. واعتبرت هذه المنظمات أن مثل هذه المواقف “تهدد قيم التسامح وتناقض روح الديمقراطية الليبرالية”، مطالبة بسحب الجائزة وعدم منحها لأي شخصية تتورط في خطابات معادية لإسرائيل أو تبريرية للعنف.

في المقابل، دافع رئيس المؤسسة، توماس هاكر، عن قرار التكريم موضحًا أن إدريز ملتزم منذ سنوات بنشر قيم التسامح والحوار، وأن تصريحاته المنتقدة لإسرائيل تندرج في إطار النقد السياسي المشروع الذي يمارسه أفراد المجتمع المدني داخل إسرائيل نفسها. وأكد أن الإمام لطالما ندد بمعاداة السامية واعتبرها “غير إسلامية”، وأن سجله في تعزيز الحوار والوسطية يشهد على ذلك، مشيرًا إلى أن الجائزة تمنح لمن تصدى للعنف والكراهية ودافع عن وحدة المجتمع.

يُذكر أن إلى جانب الجدل السياسي، ارتبط اسم إدريز منذ سنوات بانتقادات بشأن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، حيث ورد ذكره في تقارير الاستخبارات البافارية، إلا أن التحولات في سياسة الحكومة المحلية جعلت منه طرفًا في استراتيجيات التعاون والحوار، وجرى استبعاد المخاوف السابقة في إطار تقوية جهود الاندماج.

من اللافت أيضًا أن مراسم التكريم حضرها وزراء ونواب ومسؤولون كبار، وأن سابين لويتهويسر-شنارنبرغر، وزيرة العدل السابقة ومفوضة مكافحة معاداة السامية سابقًا، كانت ضمن المكرمين. ويظل التكريم المثير للجدل تعبيرًا عن التوتر المستمر في ألمانيا بين قيم التسامح ومخاوف المجتمع من تصاعد خطابات الكراهية والعنف.