يتصدر زهران ممداني، النائب المسلم الشاب واليساري التقدمي، سباق الانتخابات لمنصب عمدة مدينة نيويورك لعام 2025، مندفعًا ببرنامج إصلاحي غير مسبوق يركز على العدالة الاجتماعية وتخفيض تكلفة المعيشة..
ممداني، البالغ من العمر 33 عامًا، استطاع أن يحوّل نفسه من ناشط شبه مجهول إلى مرشح ديمقراطي بارز بعد هزيمته التاريخية للحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية، ما جعل فوزه مفاجأة سياسية مدوية كشفت حجم التحول الأيديولوجي الذي يشهده أكبر مدن أميركا. شعار حملته كان واضحاً: إعادة توزيع الثروة، فرض سقف للإيجارات، وتوسيع نطاق الخدمات العامة لتشمل التعليم ورعاية الأطفال، بل وتعهد بتجميد إيجارات المساكن الشعبية وبناء 200 ألف وحدة سكنية بأسعار معقولة..
لم يتردد ممداني في مواجهة القوى التقليدية في الحزب الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، منتقدًا تصاعد موجة الخطاب المعادي للمسلمين والمتضررين من سياسات الطبقة العليا في المدينة. أكد في تصريحاته أن طموحه يتجاوز مجرد الفوز بمنصب، بل ينصَبُّ حول خلق نموذج سياسي يضع مصالح المواطنين أولاً، ويتحدى علاقات النفوذ المالي التي تسيطر على سياسات المدينة منذ عقود..
وبينما تتجه الأنظار نحو نيويورك، يحظى ممداني بدعم واسع من النقابات والمجتمع المدني، فيما تتسابق وسائل الإعلام لتحليل تأثير تقدمه على مستقبل الانتخابات الأميركية، ومدى قدرة الصحوة السياسية للمسلمين والعرب على إعادة رسم خارطة السلطة محلياً ووطنياً.

