جدل حول تغيير أسماء العطل المدرسية في فرنسا: "محو للهوية أم توجه نحو العلمانية؟

أضيف بتاريخ 10/04/2025
دار سُبْحة


تصاعد الجدل في فرنسا بعد اقتراح طرحه مجلس التعليم الأعلى يهدف إلى تغيير أسماء بعض العطل المدرسية مثل "عطلة عيد جميع القديسين" و"عطلة عيد الميلاد" إلى تسميات حيادية تُركّز على الفصول أو نهاية العام، مثل "عطلة الخريف" و"عطلة نهاية السنة" بهدف إزالة الصبغة الدينية عنها.

وجاء هذا الاقتراح انطلاقاً من مبدأ احترام العلمانية في النظام التعليمي، حسب ما أكده النقابات الداعمة للفكرة. يقول المدافعون عن المشروع إن المدارس الجمهورية يجب أن تعتمد تسميات غير مرتبطة بأي ديانة، معتبرين أن فرنسا باتت دولة متعددة الأديان والثقافات، وأن تسمية العطل بأسماء مرتبطة بالمسيحية لم تعد تعبر عن الهوية الجمعية لجميع الفرنسيين. ويشددون على أن هذا التغيير يهدف إلى شمول جميع مكونات المجتمع وإعطاء المدرسة دوراً محايد.

في المقابل، أثار الاقتراح غضب العديد من الجهات، من بينهم أسر وناشطون ونقابيون يرون في هذه الخطوة محاولة لطمس الجذور الثقافية والتاريخية للبلاد. واعتبر جان-ماري غينوا، رئيس قسم الشؤون الدينية في صحيفة "لو فيغارو"، أن "إزالة اسم مناسبة دينية من العطل هو ضرب من محو هوية البلاد وماضيها الجماعي"، مشدداً على أن مثل هذه المبادرات تُثير استقطاباً مجتمعياً وتثير الجدل حول علاقة فرنسا بمسيحيتها وتقاليدها التاريخية.

رغم ذلك، فقد أعلن وزير التعليم - بعد تصاعد النقاش وحصول الاقتراح على تصويت استشاري فقط - أن الوزارة لن تعتمد هذا التعديل في الوقت الحالي، معتبرةً أن "الموضوع لا يُعد أولوية سياسية أو تربوية.

ويُذكر أن أسماء بعض العطل المدرسية تغيّرت في السابق، فمثلاً تم اعتماد اسم "عطلة الربيع" بدل "عطلة عيد الفصح" منذ عقود، ما يشير إلى أن النقاش حول الرموز وأسماء المناسبات الدينية في المجال العمومي ليس جديداً على فرنسا، لكنه يأخذ اليوم بعداً مجتمعياً وسياسياً متجدداً مع التركيبة الديمغرافية الجديدة للبلاد.