عيد العرش... احتفال التخييم والتذكر في التراث اليهودي

أضيف بتاريخ 10/07/2025
دار سُبْحة


يحتفل اليهود بعيد العرش، المعروف أيضًا باسم عيد السوكوت أو عيد الخيام، الذي يبدأ في مساء اليوم الذي يسبق الأول من أيام العيد ويستمر لعدة أيام في شهر تِشري حسب التقويم العبري، متزامنًا مع بداية فصل الخريف. يحمل هذا العيد في طياته ذكرى هامة تجسد رحلة بني إسرائيل في الصحراء التي استمرت أربعين عامًا بعد الخروج من مصر، حيث عاشوا في خيام مؤقتة تحت حماية إلهية خلال تلك الفترة.

خلال هذه الاحتفالات، يعمد اليهود إلى بناء "السوكاه" وهي خيمة بسيطة مغطاة بأغصان الأشجار وعناصر طبيعية، يعيشون ويدخلون إليها لتناول الطعام والتأمل، مساهمة في إحياء ذكرى الحياة المؤقتة التي عاشها أسلافهم في البرية. كما تميز العيد بطقوس وشعائر متعددة مثل موكب هوشان رابا الذي يُعقد في أيامه الأخيرة، ويتخلله ترانيم وصلوات خاصة تتوجه بالدعاء لطلب الحماية والبركة.

لا يكتفي الاحتفال بكونه تذكارًا تاريخيًا فحسب، بل هو أيضًا مناسبة تعبر عن الفرح بالشكر لله على الحصاد والبركات التي نزلت على الأرض. يجتمع الأهل والأحباب في أجواء مليئة بالروحانية والفرح، تقديرًا للأهمية الروحية والاجتماعية للعيد، الذي يعزز روح الوحدة والتلاحم داخل المجتمع اليهودي. يختتم العيد بيوم الشِمني عَصْرِت، وهو يوم إغلاق العيد بصلاة مميزة تعبّر عن الامتنان وتهيئة النفس لاستقبال مجيء العام الجديد.

بهذا، يمثل عيد العرش حدثًا دينيًا مهمًا في اليهودية، يجمع بين الاحتفال بالتاريخ والروابط الاجتماعية والامتنان للطبيعة، مسطرًا قيم الوفاء والذكرى في قلب المجتمع اليهودي.