مؤتمر عالمي في وادي النطرون يجمع كنائس العالم

أضيف بتاريخ 10/29/2025
دار سُبْحة


اجتمع حوالي 400 ممثل من الكنائس المسيحية من جميع أنحاء العالم في صحراء وادي النطرون بمصر، والذي يُعد القلب الروحي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك خلال المؤتمر العالمي للإيمان والدستور الذي عُقد بين 24 و28 أكتوبر 2025. يُعتبر هذا الحدث خطوة تاريخية بعد انقطاع دام ثلاثين عاماً، حيث ركز المشاركون على إعادة التفكير في مفاهيم الوحدة والشراكة بين الكنائس في ظل عالم يواجه أزمات عميقة وتغيرات مستمرة في بنية الكنائس.

حيث شهد المؤتمر نقاشات معمّقة حول أهمية استعادة روح الحوار المُثمر بين مختلف الطوائف المسيحية وتعزيز التعاون من أجل مواجهة التحديات المشتركة، مثل الحروب والاضطهاد والصعوبات الاجتماعية. كما أشار العديد من الحاضرين إلى ضرورة ابتكار ممارسات جديدة في العمل الكنسي تستجيب لتطلعات الشباب والتحولات الفكرية والروحية التي تمر بها المجتمعات المسيحية اليوم.

اختيار وادي النطرون مكاناً لانعقاد المؤتمر حمل دلالات رمزية كبيرة، إذ يُمثل الموقع تاريخاً عريقاً في التقارب الروحي والانفتاح بين الطوائف المسيحية، ما أضفى على النقاشات روحاً من الصدق والتجدد. وتطرق المشاركون إلى قضايا العدالة الاجتماعية، الهجرة، العنف الديني، بالإضافة إلى تأثير الرقمنة على حياة المؤمنين، في محاولة لصياغة رؤية مستقبلية للعمل المشترك.

انعكست نتائج المؤتمر في رسم مسارات جديدة للحوار المسيحي العالمي، حيث عبّر الحاضرون عن رغبتهم في مواصلة جهود الوحدة من خلال مشاريع مشتركة ومبادرات تتعلق بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة في المناطق المنكوبة. ومن المتوقع أن تساهم مخرجات المؤتمر في وضع خريطة طريق واضحة للكنائس في سبيل الوصول إلى وحدة مسيحية تتلاءم مع تحديات القرن الحادي والعشرين، وتعزز قيم التضامن والأمل والتجديد الروحي.