استضاف المركز الثقافي الإسلامي الألباني في أوسلو ندوة معرفية جمعت أكثر من 35 إمامًا ورؤساء مؤسسات من العاصمة ومحيطها، بدعوة من شبكة الحوار الإسلامي في النرويج. ركز اللقاء على بناء خطاب ديني معاصر يعالج أسئلة الهوية والاندماج ومسؤولية المواطنة في سياق أوروبي سريع التحول.
قدّم البروفيسور خير الدين خوجة، المتخصص في التفسير وعلوم القرآن والثقافة الإسلامية والقادم من الدوحة، عرضًا منهجيًا حول قراءة النص القرآني في سياقات الحياة الأوروبية اليوم. شدّد على توظيف أدوات العلم الشرعي لفهم الواقع، وعلى دور الأئمة في تحويل المعرفة إلى إرشاد عملي يرفع الوعي الفردي والجماعي، مع مراعاة خصوصيات المشهد النرويجي ومتطلبات المواطنة الفاعلة.
شهدت الجلسة نقاشًا مفتوحًا تناول تحديات يومية يواجهها المسلمون في النرويج، مثل مواءمة الممارسات الدينية مع منظومة القوانين والعمل والتعليم، وبناء لغة خطاب ديني تساعد على الاندماج دون تفريط بالهوية. وخلص المشاركون إلى أهمية التنسيق بين المؤسسات، وتكرار مثل هذه اللقاءات لتطوير التدريب المستمر للأئمة، وتعزيز حضور المجتمعات المسلمة في الفضاء العام بخطاب رصين ومهني.
تأتي هذه الندوة لتدعم مسار تطوير خطاب ديني معاصر في أوروبا، يستند إلى المعرفة ويستجيب للتحولات الاجتماعية، ويوازن بين الثوابت والقيم المدنية، بما يعزّز الثقة المتبادلة ويتيح مساهمة أوسع للمسلمين في النرويج.