وصل البابا ليون الرابع عشر إلى إسطنبول في ثالث أيام رحلته، حيث تجوّل في المسجد الأزرق، أحد أبرز معالم المدينة العثمانية، مستمعًا إلى شرح تاريخي عن المكان دون أداء صلاة. ظهوره بحذاء منزوع وجوارب بيضاء كان إشارة احترام للمكان وروّاده، في استمرار لنهج الانفتاح على المسلمين السنّة في تركيا.
الزيارة تُعد الأولى للبابا إلى مسجد منذ انتخابه في مايو، وتضعه في امتداد زيارات سابقة لأسلافه. جال البابا في أروقة المسجد وسط حضور ديني رسمي وكاميرات مصوّرين، مكتفيًا بلحظة صامتة اتسمت بالإنصات واحترام قدسية المكان، بحسب ما أفاد به مكتب الإعلام في الفاتيكان.
خارج المسجد، استقبلته مجموعة صغيرة من الزائرين والسكان رغم الطقس البارد، بين من رأى في الحضور رسالة طمأنة ومن انتقد الحواجز الأمنية التي حدّت من التواصل المباشر. هذا التباين يعكس حساسية الفضاء الديني العام في إسطنبول وما يثيره من أسئلة حول الوصول والمشاركة.
اختار البابا عدم التوجه إلى آيا صوفيا، التي تحوّلت إلى مسجد في 2020 بقرار من الرئيس رجب طيب أردوغان، وهي خطوة سبق أن عبّر البابا فرنسيس عن أسفه لها. القرار الحالي ينسجم مع جدول زمني يركّز على لقاءات مسكونية وصلوات مشتركة مع الكنائس المحلية.
لاحقًا، التقى البابا قادة الكنائس والجماعات المسيحية في كنيسة مور إفريم السريانية الأرثوذكسية، وتوجّه إلى كنيسة القديس جورج البطريركية للمشاركة في صلاة، قبل اجتماع مرتقب مع البطريرك المسكوني برثلماوس الأول لتوقيع بيان مشترك. محتوى البيان لم يُكشف، لكن التوقعات تدور حول تعزيز وحدة المسيحيين ودعم الحوار بين الأديان.
تختتم زيارة إسطنبول بقداس في صالة فولكسفاغن أرينا بحضور آلاف المؤمنين، على أن يتابع البابا رحلته إلى لبنان ابتداءً من الأحد. بهذا المسار، يربط البابا ليون الرابع عشر بين رموز إسطنبول الدينية واللقاء المسكوني، مسلطًا الضوء على تقاطع الهوية الدينية والسياق السياسي والاجتماعي في تركيا المعاصرة.