يوافق الخميس 4 ديسمبر 2025 في التقويم الميلادي اليوم الخامس عشر من الشهر العاشر في التقويم القمري الصيني، الذي يُعرف بعيد شياو يوان أو عيد اليوان السفلي. يُعد هذا العيد الثالث في سلسلة الأعياد الثلاثة الرئيسية التابعة للطاوية، حيث يأتي بعد عيد شانغ يوان في الشهر الأول وعيد تشونغ يوان في الشهر السابع، ويرمز إلى الجزء الأخير من السنة الصينية التقليدية. يرتبط التاريخ ارتباطاً وثيقاً بمعتقدات الطاوية القديمة التي ترى فيه يوم ميلاد مسؤول المياه أو إله الماء، الذي يُعتقد أنه يفحص أعمال البشر ويسجلها لدى السماء، مما يتيح فرصة للتخلص من المصائب والكوارث.
في جوهره، يعكس عيد شياو يوان عبادة الطبيعة والاعتماد على الموارد المائية في المجتمعات الزراعية الصينية القديمة، حيث كان يُصلى فيه لإله الماء من أجل عام هادئ خالٍ من الجفاف أو الفيضانات. غالباً ما يُربط هذا الإله بالبطل الأسطوري داي يو الذي سيطر على الفيضانات الكبرى، مما يضفي بعداً ثقافياً عميقاً يجمع بين الخرافة والحاجة اليومية للماء في الزراعة. في المناطق مثل فوجيان وبنما غواندونغ، يقوم الناس بطقوس تشمل وضع القرابين في الحقول أو إشعال البخور، مع التركيز على شكر الآلهة مقابل الحصاد الخريفي وطلب ري كافٍ للمحاصيل الشتوية.
رغم تراجع الاحتفالات في العصر الحديث خارج الدوائر الطاوية المتدينة، إلا أن العيد يحتفظ برموزه في المعابد حيث تُقام الصلوات والصيام والتلاوات، بالإضافة إلى عروض الطعام للأسلاف. هذا التقاطع بين التقويم القمري والميلادي يبرز كيف تتداخل الأوقات الدينية مع الحياة المعاصرة، خاصة في نهاية السنة الميلادية التي تتزامن مع اقتراب عيد الشتاء. يظل عيد شياو يوان شاهداً على الحكمة الصينية في ربط الدورات الطبيعية بالأمل في السلام والازدهار.