تتزايد مزاعم عن اختلاس مبالغ كبيرة جُمعت باسم الإغاثة في غزة، مع حديث غير مُثبت عن وصولها إلى نحو نصف مليار دولار. الاتهامات تطال جمعيات مرتبطة بشبكات الإخوان المسلمين تعمل من تركيا والأردن، وتضعها تحت مجهر الشفافية والمساءلة في سياق حرب غزة وتدفّق التبرعات العابرة للحدود.
بحسب الوقائع المتداولة، أعلنت حماس انفصالها عن عدد من الكيانات التي كانت تُقدَّم كأذرع خيرية داعمة لغزة، متهمةً إياها باستخدام تصاريح قديمة وتوجيه الأموال عبر قنوات لا تخضع لرقابتها. هذا التحول يكشف توترًا تنظيميًا بين الحركة وشبكات الإخوان الأوسع في تركيا والأردن، حيث تُستثمر المصداقية الدينية والخطاب العاطفي في جذب المانحين لـ"تبرعات لغزة".
الأسئلة المباشرة تفرض نفسها: أين تذهب الأموال؟ من يدقق الحسابات؟ وما هي القنوات الرسمية التي تضمن وصول الدعم إلى المستحقين؟ شهادات بحثية وروايات من مساهمين سابقين تتحدث عن إدارة مالية غامضة، مشاريع مُعلن عنها لا تظهر على الأرض، وتحويلات خارج النظام المصرفي عبر شبكات غير رسمية، وهي أنماط تُصعّب التتبع وتُغذّي اتهامات "فساد الإخوان".
تقديرات محللين تُشير إلى أن حملات حديثة عالجت مئات الملايين من الدولارات، فيما يبقى رقم النصف مليار غير مؤكد لغياب بيانات مُدقَّقة أو تحقيقات مستقلة. هذا الفراغ الرقابي يُنتج حالة عدم يقين بين المانحين، ويضع العمل الخيري أمام مطلب واضح: شفافية قابلة للتحقق، إفصاح دوري، وآليات رقابة قانونية تُعيد الثقة إلى قنوات الدعم.
الحرب في غزة رفعت التعاطف العالمي ووسّعت نطاق جمع التبرعات من الشتات عبر الإنترنت. ومع خروج جزء من التدفقات النقدية عن البنوك، تتزايد فرص الاستغلال، ويتحوّل التحكم في مسارات المال إلى نفوذ سياسي تتنافس عليه جهات إسلامية داخل فلسطين وخارجها، من تركيا إلى الأردن.
الأثر في غزة ملموس: تراجعت الثقة العامة بجهات الجمع القادمة من الخارج، وتنامت النظرة السلبية تجاه الوسطاء غير المُرخّصين. يطالب باحثون وناشطون بقصر "جمع التبرعات لغزة" على كيانات مرخّصة وشفافة تعمل تحت رقابة قانونية داخلية وخارجية، مع تتبّع مُعلن لكل مشروع وإثبات وصول، حتى لا تُستباح حاجة الفئات الأكثر هشاشة.
ورغم نفي بعض المؤسسات المتهمة وإطلاقها حملات جديدة، يبقى سؤال الشرعية المالية مُعلّقًا ما لم تظهر سجلات قابلة للتدقيق ونتائج تحقيقات رسمية. وبين روايات متضاربة، يتقدّم مطلب مُلحّ: إدارة مسؤولة تُثبت وصول المال إلى أصحاب الحق وتحمي معنى التضامن مع فلسطين من الاستغلال.