نشر معهد الدراسات الاستطلاعية الفرنسي IFOP دراسة مطولة في 18 نوفمبر عن علاقة المسلمين في فرنسا بدينهم، أبرزت ميولاً إسلامية متطرفة لدى بعضهم، مما أثار جدلاً واسعاً حول منهجيتها ومصداقيتها. لم يحظَ هوية الجهة المُكلِّفة بالدراسة بنفس الاهتمام، رغم أهميتها في فهم السياق. الدراسة أُجْرِيتَ بناءً على طلب منشورة "إكران دي فيي" السرية، التابعة لمجموعة "غلوبال ووتش أناليسيس" التي تركز نشاطها بشكل واضح على الإسلامية وخاصة شبكات جماعة الإخوان المسلمين، مع عداء معلن تجاه قطر كداعم رئيسي لهذه الجماعة دولياً.
تُدير المجموعة، التي تشمل موقعاً إلكترونياً ودار نشر ومنصة فيديو، تحقيقات متكررة حول الدين والعلمانية، وقد كلَّفت IFOP بسبع دراسات منذ 2022. الجزء الثاني من الدراسة الحالية، المركَّز على الإخوان المسلمين، يهدف إلى قياس "مؤشر الانتشار السري" للجماعة عبر أسئلة مصممة لكشف أعضائها النشطين الذين يُفترض أنهم مُلْزَمُونَ بالكذب عن انتمائهم. يُقَدِّر هذا النهج عدد "الأعضاء التشغيليين" للإخوان في فرنسا بأكثر من ثمانين ألفاً، مع إصرار المعهد على أن صياغة الأسئلة والتحليل كانتا مسؤولية الطالب بالدراسة.
يُدَّعِي مسؤولو المجموعة، بما في ذلك رئيس التحرير أتمان تازاغارت، تحقيق إيرادات سنوية تصل إلى سبعمائة ألف يورو لتمويل الدراسات والفريق الإعلامي، لكن غموضاً يحيط بمصادر التمويل الحقيقية. نفى تازاغارت تلقي مساعدات عامة، مؤكداً أنه الداعم الوحيد مع زوجته، رغم شراكة سابقة مع هيكل بريطاني غامض قدم دعماً مالياً منتظماً لسنوات. خلفية تازاغارت، صحفي فرنسي من أصل جزائري وعمل سابق في قناة فرنسا 24، ترتبط بكتابات عن الإرهاب والإخوان والقطر، مع اشتباهات حول صلاته بالإمارات العربية المتحدة التي تُوَاصلُ حربها ضد الإخوان.
كشفت مراسلات إلكترونية اتصال تازاغارت بجهة مرتبطة بـ"مَتَر"، عميل إماراتي سابق في عمليات التأثير عبر مكتب سويسري، حيث قدم مذكرة عن روابط سياسيين فرنسيين بالقطر. يمتلك تازاغارت استثمارات في دبي تشمل شركات تجارية وإعلامية واستشارية تخدم جهات حكومية، بالإضافة إلى عقارات ودخل شهري من أنشطة بحثية غير محددة المصدر، مرتبطة بمراكز بحثية إماراتية معروفة بمعاداتها للإخوان. يرفض المسؤولون في IFOP التعليق على خلفية الطالب بالدراسة، مع تأجيل نشر الجزء الثاني رغم توفر نتائجه.
تُثِير هذه الروابط تساؤلات حول استقلالية الدراسات ودوافع نشرها، في سياق حساس يجمع بين القلق الأمني من التطرف والجدل حول التمويل الخارجي للإعلام والأبحاث في فرنسا. تبقى المجموعة تركز جهودها على مواجهة ما تُسَمِّيهِ "المتطرفات"، لكن الشبهات تُعْزِزُ الجدل حول مصداقية أدواتها وتأثيرها على الرأي العام.