رشيد سعدي في 09/27/2025

غزة والمسؤولية الأخلاقية للأديان

شكلت مأساة غزة -ولا تزال- حدثًا تاريخيًّا، نظرًا إلى التحولات الفكرية والسياسية التي أحدثَتْها، من حيث تصحيح السرديات التاريخية حول القضية الفلسطينية، وتَواطُؤ جزء كبير من النظام السياسي العالمي ضد الحق الفلسطيني، وأيضًا من حيث ولادة معجزة حقيقية عجز الكثير في الغرب عن فهمها، جسَّدَها -ولا يزال- نساء وأطفال ورجال حوَّلوا الإيمان الديني إلى قوة جبَّارة للصمود والمقاومة، في وقت تراجعَت فيه كونيًّا القيمةُ التحريرية للأديان، بفِعل العلمنة وتَراجُع دور الأديان.

ر رشيد سعدي
غزة والمسؤولية الأخلاقية للأديان
عدنان المقراني في 12/17/2018

لا ديمقراطيَّة حقيقية من دون دولة مدنيّة

مفهوم الدولة الحديثة الديمقراطيّة، من حيث مَنطقها ووظائفها ومصادر السُّلطة فيها، لم يترسّخ بعدُ في مجتمعاتنا. فالديمقراطية تقتضي علمانيّة الدولة، أو لِنَقُل مدنيَّتها، لمن له حسَاسِيَة من مصطلح علمانيَّة. فالعِبرة بالمعنى لا باللفظ، والمقصود هو حياد الدولة إزاء المواطنين؛ ما يحقّق مبدأ المواطَنة الكاملة. فلا تُعامِل الدولة مواطنيها بمكاييل مختلفة حسَب: الدين، أو المذهب، أو القوميّة، أو الرَّأي، أو الجنس، أو التوجّه الجنسي.

ع عدنان المقراني
لا ديمقراطيَّة حقيقية من دون دولة مدنيّة
عدنان المقراني في 12/17/2018

الشَّعبَويّة والأُصوليّة وأمراض الدِّيمقراطيّة

يعيش العالم اليوم صعودًا لظاهرتَين مرتبطتَين عُضويًّا، هما الأُصوليّة والشَّعبَويّة. عادةً ما يُميَّز بينهما بأن الأولى دينية والثانية علمانيّة، ولكن الواقع أعقَدُ من هذا التصنيف. تبدو الأُصوليّة وكأنها شَعبَويّة دينية، كما تبدو الشَّعبَويّة وكأنها أُصولية علمانيّة. ما يَجمع الأصوليَّات والشَّعبَويّات هو اتِّخاذ الهُوِيّة أيًّا كانت: دينية أو قومية أو وطنية، مُرتكَزًا للخطاب السياسي، الذي يرمي إلى حشد الجماهير من أجل حماية الهُويَّة المهدَّدة. فهي ليست هُوِيَّة واثقة تعترف بتركيبها المتعدّد، بل هي هُويّةٌ خائفة، أو تصطنع الخوف،

ع عدنان المقراني
الشَّعبَويّة والأُصوليّة وأمراض الدِّيمقراطيّة
عدنان المقراني في 12/17/2018

جمال العروبة وقوَّتها في تنوُّعها

العروبة رابطة ثقافيّة متجذّرة في الأرض والذاكرة، وهي فَضاءٌ حيٌّ للتواصل وتشابُك المصالح ووَحدة المصير، رَغْم كلِّ المآسي والتناقضات التي نعيشها. شخصيًّا لا أحتاج إلى دليل؛ يكفي أن أزور عاصمة عربية، حتى يَطفو من أعماقي شعور بالانتماء والأُلفة. لعلَّ من عاش الغُربة فترةً طويلة، يُصبح حسّاسًا لهذه المشاعر الدفينة التي لا تَمَّحي.

ع عدنان المقراني
جمال العروبة وقوَّتها في تنوُّعها
عدنان المقراني في 12/17/2018

لا للوكالة الأخلاقية… لا أحد يختار مكانك

يمثّل القَصص قِسمًا كبيرًا من القرآن الكريم، رُبعَ آياتِه تقريبًا، أي ما يُقدَّر بخمسة أضعاف آيات الأحكام. ومع ذلك، نَلحظ في الحضارة الإسلامية، أن الجانب الفقهي قد احتلَّ مساحة طاغية في الثقافتَين العالمة والشعبيّة على حدٍّ سَواء. فأصبح السؤال المركزي: هل هذا الفعل حلال أم حرام؟ وهو أمرٌ في حدِّ ذاته مفهوم. فالأسئلة العملية والأخلاقية تُواجهنا في شكل مواقف وقرارات، يتحتّم علينا اتِّخاذها يوميًّا. المشكلة هي المبالغة في هذا الأمر إلى درجة فقدان القدرة على الاختيار، فيصبح الإنسان عالةً على الفقهاء الذين يقرّرون مكانه؛ ما يشكّل نوعًا من

ع عدنان المقراني
لا للوكالة الأخلاقية… لا أحد يختار مكانك
عدنان المقراني في 12/17/2018

من روائع الرومي (2): موسى والراعي وتعدُّد المذاهب والأديان

ما يعبّر عنه المتكلّم والفيلسوف من خلال الأفكار والمفاهيم المجرّدة، يعبّر عنه الصوفي بالقصص والصور الشعرية والرمزية. فاللاهوت الصوفي سرديٌّ بالأساس، يعطي القصة بُعدًا آنيًّا فاعلًا في حياتنا الروحية. ومن القضايا الحيوية التي يواجهها المتكلّم والصوفي، كلٌّ بطريقته، ما يُعرف اليوم بلاهوت الأديان أو لاهوت التعدّدية الدينية، أي الموقف من الآخر الديني ومن التنوّع الديني عمومًا، داخل الدين الواحد أو بين الأديان المختلفة.

ع عدنان المقراني
من روائع الرومي (2): موسى والراعي وتعدُّد المذاهب والأديان
عدنان المقراني في 12/17/2018

من روائع الرُّومِيّ: البَبَّغاء والعطّار

يزخر (المَثْنَوِي) لِجَلال الدين الرُّومي، بقصص تمزج بين روح الفكاهة وعمق الفكرة. كتبها بأسلوب تربوي، يَفهم منه كلُّ قارئ حسب ما يملك من تجربة ووسائل استيعاب. فهناك مستويات من القراءة، بل قراءات مختلفة، تتراوح بين البسيط الظاهر الذي يمكن تحويله إلى قصة قصيرة للأطفال، والمركَّب الباطن الذي يلخّص حكمة متعالية. إن الجمع بين الروحانية الراقية والأدب الرفيع، ميزة مَولَوِيَّة نحن في أمسِّ الحاجة إليها اليوم.

ع عدنان المقراني
من روائع الرُّومِيّ: البَبَّغاء والعطّار
عدنان المقراني في 12/17/2018

الدراسات القرآنية والتعددية العلمية

يُقصد بـعلوم القرآن تاريخ فهم المسلمين للقرآن، والوسائل المعرفية والمنهجية التي استخدموها من أجل ذلك. أما الدراسات القرآنية فيُقصد بها غالبًا الأفهام والمناهج الحديثة، خاصةً في الجامعات الغربية، بغضّ النظر عن عقيدة الباحث. ولا شكّ أن علوم القرآن تمثّل شرطًا أساسيًّا للخوض في الدراسات القرآنية. فلا يمكن تجاهل المصادر الأوّلية وتجارب السابقين، كذلك لا يمكن للباحث اليوم أن يتجاهل الدراسات الحديثة، والتراكم المعرفي الحاصل في العقود الأخيرة. يمكن أن تكون لنا مواقف نقديّة من المعارف الإسلامية أو الغربية، ولكن لا يمكننا أن نتجاهل الثراء العلمي

ع عدنان المقراني
الدراسات القرآنية والتعددية العلمية
عدنان المقراني في 12/17/2018

قراءة القرآن بقلب صائم

الصلة وُثقَى بين رمضان والقرآن. فالشهر الفضيل مناسبةٌ لتدبّر القرآن الكريم في ذكرى نزوله الأوّل، فالنبي (صلى الله عليه وآله) تلقّى الوحي أوّلَ مرةٍ في غار حِراء على جبل النور في شهر رمضان. وما صوم رمضان وصلاة التراويح إلا محاولة لاستعادة التجربة الأولى في الزمن الحاضر. يذكر محمد إقبال باعتزاز وصية والده: “اِقرأ القرآن وكأنّه نُزِّل عليك”. تقتبس التجربة الدينية نورها من نبراس النبوة، ووظيفة القرآن هي تغذية هذه التجربة وإمدادها بإشراقات وإشارات تهدي الروح إلى الصراط المستقيم والنور العظيم.

ع عدنان المقراني
قراءة القرآن بقلب صائم
عدنان المقراني في 12/17/2018

الطبيعة اللَّاعنفيّة لِلدِّين

لا نجد في القرآن الكريم كلمة “لاعنف”، بل نجد كلمة “لاإكراه”، في الآية 256 من سورة البقرة: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. واللاإكراه أقوى دلالةً وأكثر جذريةً في التعبير عن اللاعنف، لأنه ينفي العنف النفسي، وهو عنف خفي لا يُسيل دمًا ولا يترك كدمات، ولكنه يُفضي إلى العنف المادي بتهيئة ظروفه.

ع عدنان المقراني
الطبيعة اللَّاعنفيّة لِلدِّين
عدنان المقراني في 12/17/2018

البابا فرنسيس والإسلام

بِحُكم إقامتي في روما، وعملي في الجامعات البابوية، أتابع عن كَثَب أعمال البابا فرنسيس ونشاطاته. أجِدُ فيه البساطة والعمق، والإنسانية والروحانية، وهي صفات باعثةٌ على الأمل، في زمن بات يُنظر فيه إلى الأديان بكثير من الرِّيبة. أتابع باهتمام مواقف البابا التضامنية مع المسلمين؛ فالبابا يسير عكس التيار، في دفاعه المستمر عن المهاجرين واللاجئين -ومعظمُهم من المسلمين-، وفي إدانته الشُجاعةَ لتجّار الأسلحة والحروب، واقتصادَي الإقصاء والإسراف، واجتماعَ التفرقة العنصرية.

ع عدنان المقراني
البابا فرنسيس والإسلام
عدنان المقراني في 12/17/2018

عندما يكون الحوار ثورةً روحيّة

الحِوار ليس مِن اختصاص فئةٍ معيَّنة من خُبَراء يلتقون من حين إلى آخر، بل هو مُلكٌ للناس جميعًا، كرؤية كونية قيميّة، وكطريقة في العيش يمكن أن يحياها كلّ إنسان من موقعه الخاص، وحسب طاقته.

ع عدنان المقراني
عندما يكون الحوار ثورةً روحيّة
عدنان المقراني في 12/17/2018

محبة البوذية في زمن الروهينجا

يَذكر البروفيسور امتياز يوسف، رئيس “معهد التفاهم الإسلامي البوذي” في تايلاند، في محاضرات عديدة، أنه كلّما تحدّث أمام جمهور مسلم بشكل إيجابي بالعلاقات الإسلامية البوذية، وبالقيم المشتركة بين الديانتَين، واجهَته اعتراضات تذكّره بمأساة الروهينجا، الأقلية المسلمة في ميانمار؛ فيضطر إلى التذكير بإدانة العديد من القيادات والرموز الدينية البوذية، كالدالاي لاما، لتلك المجازر والمظالم. ولكن الطريف أن البروفيسور امتياز يقول: إن تلك الاعتراضات تذكّره باعتراضات أخرى تُثار في بعض الأوساط الغربية، بمجرّد أن يتناول متحدّثٌ ما موضوع الإسلام

ع عدنان المقراني
محبة البوذية في زمن الروهينجا
عدنان المقراني في 12/17/2018

حتى يكون الجامع جامعًا وحاضنًا للتنوّع

تَعوَّد المثقف العربي، الديني أو اللاديني، العملَ منفردًا في زاوية من بيته، أو ركن من مكتبه، يفكّر وحده ثم يقرّر ما تخطّه يُمناه أو يسراه، ليرسله إلى قرَّائه الأعزاء. وكذلك يفعل الإمام، يكتب خُطبته الأسبوعية وحيدًا، ليفاجئنا يوم الجمعة بعِظَته العصماء. شخصٌ واحد يخطب ويتكلّم، والباقون يصغون بانتباه حينًا، أو بأعين يداعبها الكرى أحيانًا أخرى.

ع عدنان المقراني
حتى يكون الجامع جامعًا وحاضنًا للتنوّع
عدنان المقراني في 12/17/2018

ماذا يُعلّمني صديقي السَّلفي؟ (ج٢)

العالَم ليس منقسمًا بحِدّة بين أسود وأبيض، فهناك منطقة رمادية واسعة تجمع التقليديَّ الناقد، والسلفيَّ المُسالم، والتقدميَّ الملتزم شعائرَ دينه… فكم من ليبرالي تراه في حياته الخاصة ذُكوريًّا متسلّطًا، عكسَ شعاراته وخطاباته! وكم من شيخ يختلس الحرام في الظلام! يبدو أن الإنسان غير قابل للتعريف، حتى ولو عرّف نفسَه، وعرّفه الناسُ. فكلّ إنسان يمثّل حالةً خاصة، تخترع فرادتها رغم العناوين واللافتات. الله تعالى برحمته وعدله يتعامل معنا كأفراد، فعلينا أن نقتدي بسُنَّة الله في التعامل مع الناس كأفراد، وليس كجماعات أو قطعان. مشكلتنا في نهاية المطاف مع

ع عدنان المقراني
ماذا يُعلّمني صديقي السَّلفي؟ (ج٢)
عدنان المقراني في 12/17/2018

ماذا يُعلّمني صديقي السلفيّ؟

عادة ما ينظر الحَداثيُّون والتقدُّميون من المسلمين، إلى شركائهم في الدين من سلفيِّين وتقليديِّين، نظرةً فيها شيء من الازدراء، باعتبارهم أشخاصًا جامدين يرفضون النقد والتجديد، بل يحملون بالقوة أو بالفعل فَيرُوسَي التطرف والعنف. وفي الحقيقة، المشاعر متبادلة في كثير من الأحيان. فنظرةُ السَّلَفي والتقليدي إلى الحَداثي تَشُوبها كثير من مشاعر الريبة، تصِل أحيانًا إلى درجَتَي التبديع والتكفير، باعتبار الحداثيين طابورًا خامسًا للغرب، وما إلى ذلك من التُّهم الخطيرة. فهناك أزمة ثقة كبيرة تفصل بين الطرفين، وتحُول دون حوار جادٍّ مبني على التفهّم

ع عدنان المقراني
ماذا يُعلّمني صديقي السلفيّ؟
عدنان المقراني في 12/17/2018

الأديان ومُعضلة الشر

كثيرًا ما يرِدُ السؤال الآتي على ألسنة الكبار والصغار: “لماذا الشر؟ ولماذا يسمح الله بوجوده؟”. وأحيانا يُصاغ السؤال بطريقة تُشكّك في قدرة الله وحكمته؛ فيُعتبر وجود الشرّ دليلًا على عجز الخالق، وعبثية العالم! فالشرُّ خُرم في النظام، بل هو الفوضى التي تُربك الأخلاق والقيم. لا يمكن تجاهل هذا السؤال الحائر الغائر في النفس الإنسانية، الذي صاحبَها طوال تاريخها، ولا يزال يُطرح بإلحاح، خاصةً عندما تحتدّ الأزمات وتختلط الأمور.

ع عدنان المقراني
الأديان ومُعضلة الشر
عدنان المقراني في 12/17/2018

عُنف الجَزَرة أو الإرهاب الناعم

كثيرًا ما يَجري الحديث بسياسة “العصا والجزرة”، أي الترهيب والترغيب، التخويف والتطميع. وفي الحقيقة، كِلَا المَعنيَيْن فيه عُنف. العصا عنيفة جسديًّا ونفسيًّا؛ أمّا الجَزَرة ففيها إذلالُ النفوس وتطويعُها بعصًا سحريّة، تختفي وراء معسول الكلمات ولُعاب الرغبات.

ع عدنان المقراني
عُنف الجَزَرة أو الإرهاب الناعم
عدنان المقراني في 12/17/2018

هل يمكن أن تكون عاشوراء مناسبة للإخاء السُّنِّي-الشيعي؟

عاشوراء في ذاكرتي الطفولية ذكرى حزينة، ذكرى استشهاد الإمام الحُسين، ابنِ عليٍّ وفاطمة الزهراء، حفيد النبي محمد وحبيبه. علامات الحزن كانت حاضرة بتواضع، في الكُحل في عيون النساء والأطفال مثلًا، إذ كانت تقول لي عمتي إن الكُحل هنا علامة على الحزن وليس على الزينة. لا أحد كان يَجرُؤ على الاحتفال أو إقامة الأعراس. هذه قصة عائلة سُنِّيّة في الجزائر وتونس، في بداية السبعينيّات. عائلة تعتزُّ بنسبها الحَسَني، وتعتبر كربلاء ذكرى “عائلية” بمعنى من المعاني.

ع عدنان المقراني
هل يمكن أن تكون عاشوراء مناسبة للإخاء السُّنِّي-الشيعي؟
عدنان المقراني في 12/17/2018

ما معنى أن نقول: “بسم الله الرحمن الرحيم”؟

بدأ أحد الأساتذة الكبار مُحاضرته بقوله: “لن أبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم. فمَن أكُون أنا لأتكلَّم بِاسم الله؟ أنا أتحدَّث بِاسمي الشخصي فقط، وأتحمّل وحدي مسؤوليَّة كلامي كاملة”. لقد كان تصريحُه مفاجأة للعديد من الحاضرين. فقد تَعوّد الناسُ تلك الدِّيباجةَ التي تزيِّن الكلام، وتُضفي عليه شيئًا من الجِدِّيّة، وكأنّ الأمر مجرَّد عادة تَسبق الكتابة أو الخطابة أو حتى الأكل والشرب، ولا يلتفتون إلى معناها العميق.

ع عدنان المقراني
ما معنى أن نقول: “بسم الله الرحمن الرحيم”؟
عدنان المقراني في 12/17/2018

قضيّة “آسيا بيبي”: الدفاع عن النبي يكون بالاقتداء به

الحُكم ببراءة “آسيا بيبي” من تهمة شتم النبي محمد (ص)، وهي تهمة عقوبتها الإعدام في باكستان، يمثّل خبرًا سارًّا، كتتويج لجهود المتضامنين معها والمدافعين عنها. ولكنه يظلّ في الوقت نفسه انتصارًا منقوصًا، ما دام القانون الذي حوكمَت وَفْقه ساري النفاذ. إنّ حالة هذه السيدة المسيحية من الحالات القليلة التي وصلت إلى القضاء ليَبُتّ فيها، في حين شهدَت السنواتُ الأخيرة العشراتِ من حالات القتل الغوغائي، لأشخاص راجت حولهم إشاعات بأنهم تلفّظوا بألفاظ مسيئة للنبي؛ وذلك من دون المرور عبر القنوات القضائية، في عمليات انتقامية هوجاء، كثيرًا ما تحرِّكها أغراض

ع عدنان المقراني
قضيّة “آسيا بيبي”: الدفاع عن النبي يكون بالاقتداء به
عدنان المقراني في 12/17/2018

هل يوجد لاهوت عابر للأديان؟

كثيرًا ما تُحذّر المؤسسات الدينية من التلفيق بين الأديان، كأحد الانحرافات التي يمكن أن تُصيب المشتغلين بالحوار. فالمؤسسة تَعتبر نفسها حافظة للهُوِيّة المتميزة، بل المتفوّقة، في حين تظلُّ ظواهر التأثير والتأثُّر وتبادل الأفكار والخبرات بين الأديان والثقافات، حقائق تاريخيةً لا يمكن إنكارها. وهذا يتجلّى حتى في الأشياء العملية كحبّات السُّبْحة، التي لم يعرفها الرسول وأصحابه، الذين سبّحوا بالحَصَى والأصابع. وعندما التقى المسلمون بالشعوب الأخرى انتقلت إليهم السُّبْحة ذات الحبات، ربما عبْرَ المسيحيين أو الهندوس. فيمكن اعتبارها “بِدْعة حسنة”

ع عدنان المقراني
هل يوجد لاهوت عابر للأديان؟