عرفت الولايات المتحدة مؤخراً طفرة في شعبية الخلوات الصامتة المخصصة للتأمل، بعدما كانت حكراً على الرهبان وكبار المتدينين ضمن تقاليد بوذية ومسيحية وغيرها. اليوم، يقبل آلاف الأميركيين من خارج الأوساط الدينية على برامج الصمت أملاً في الهروب من ضوضاء الحياة واستعادة التوازن النفسي، حيث توفر لهم هذه التجارب انعزالاً عن الكلام والمحفزات الرقمية ومناسبات للصمت الجماعي والتأمل.
تقدم مراكز روحية مختلفة هذه الخلوات، وتتنوع مناهجها ما بين التأمل الساكن، والمشي الواعي، وتمرينات اليوغا، وتناول وجبات بسيطة بصمت تام، وغالباً يصمم البرنامج ليساعد المشارك على ملاحظة أفكاره ومشاعره بعناية ورحمة دون تدخل أو أحكام. وتشير تقارير ودراسات حديثة إلى أن فترات الصمت المديدة تساعد في خفض التوتر وتحسين القدرات الذهنية والانتباه العاطفي، كما أن كثيراً من المشاركين لا ينتمون رسمياً إلى ديانة، بل يبحثون عن معنى روحي وتجربة إنسانية عميقة خارج الحدود التقليدية للعقائد الدينية.
يرى المنظمون والعلماء أن خلوات الصمت تحولت من تقليد روحي ديني خالص إلى أسلوب حياة عصري يخاطب الحاجات النفسية للإنسان المعاصر بعيدا عن الصخب والاستهلاك الرقمي، ما يجعلها إحدى أسرع التجارب الروحية المعاصرة انتشاراً في أميركا اليوم[1].