ضوضاء في الأوساط اليهودية بعد اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين

أضيف بتاريخ 09/24/2025
دار سُبْحة


نشرت صحيفة "Jewish News" افتتاحية حادة اللهجة انتقدت فيها قرار حكومة المملكة المتحدة الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، واعتبرت الخطوة بمثابة "طعنة في ظهر اليهود البريطانيين".

ورأت الصحيفة أن هذه الخطوة ليست سوى محاولة لسياسة الاسترضاء لا تختلف عن سياسات تراجع تاريخية مثل تلك التي ارتبطت بنيفيل تشامبرلين. وجاء في المقال أن رئيس الوزراء كير ستارمر "تجاوز أربع خطوط حمراء لا تُغتفر"، على حد تعبيرها، إذ إن الاعتراف بفلسطين "قدّم لحركة حماس انتصاراً دعائياً ظلت تتوق إليه منذ هجمات السابع من أكتوبر"، كما اعتبر أن القرار "كسر قلوب عائلات 48 أسيراً لا يزالون محتجزين في غزة بين قتلى وأحياء"، و"جرح شعور الجالية اليهودية في بريطانيا من أجل مكاسب سياسية داخلية"، فضلاً عن أنه "أضاع أي أوراق ضغط كان يمكن للمملكة المتحدة استخدامها لدفع الطرفين نحو طاولة المفاوضات".  

لكن القراءة المتأنية لهذه الافتتاحية تكشف عن لغة مشحونة بالعاطفة أكثر من كونها تحليلاً سياسياً موضوعياً. فالمقال استخدم عبارات درامية مثل "الطعنة في الظهر" و"النصر الدعائي" دون تقديم تفسير مقنع حول كيفية تأثير الاعتراف البريطاني عملياً على ميزان القوى في النزاع أو على مسار المفاوضات المستقبلية. ثم إن إلقاء اللوم الكامل على الحكومة البريطانية يتجاهل أن الاعتراف بفلسطين ظل مطروحاً دولياً منذ سنوات طويلة باعتباره خطوة رمزية لإنعاش عملية السلام المتعثرة، ولا يعني بالضرورة انحيازاً إلى طرف بعينه أو تبريراً لأفعال العنف.  

الافتتاحية، المنشورة في "Jewish News"، تعكس بوضوح قلق الجالية اليهودية إزاء ارتدادات القرار على نفسيتها ووضعها الداخلي في بريطانيا، لكنها تبالغ في تصويره كعمل عدائي مباشر ضد اليهود البريطانيين. وهذا الطرح يبدو اختزالياً، لأنه يدمج قضية معقدة ومتعددة الأبعاد في سردية قائمة على الشعور بالخيانة، بعيداً عن نقاش أعمق حول جدوى الاعتراف بفلسطين كآلية لإعادة إطلاق الحوار السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.