شهدت الساحة الدينية في ألمانيا تحولات جذرية خلال العقود الأخيرة، حيث كشف الكاردينال جيرهارد لودفيج مولر، في حوار موسع مع الصحفية الأمريكية ديان مونتانيا في روما، عن تغيرات ديموغرافية عميقة تشهدها البلاد.
وفي تصريحات نشرها موقع "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسي، أوضح مولر، الذي شغل منصب رئيس مجمع عقيدة الإيمان سابقاً، أن 30% من سكان ألمانيا حالياً من أصول غير ألمانية، وأغلبهم من الشباب. وأشار إلى تراجع النسبة المسيحية في مدينته ماينز من 70% قبل خمسين عاماً إلى 27% اليوم.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى تزايد التنوع الديني في المجتمع الألماني، حيث تتخذ الحكومة إجراءات لدمج المجتمعات المسلمة، منها تدريب حوالي مائة إمام سنوياً في المعاهد الألمانية لخدمة 2500 مسجد. وقد صرحت وزيرة الداخلية نانسي فايزر أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الاندماج والمشاركة المجتمعية.
وفي مدينة كولونيا، أصبح الأذان يُرفع يوم الجمعة، وهي ممارسة تبنتها ثلاثون مدينة ألمانية أخرى. أما في مدينة دورن، فيرفع الأذان ثلاث مرات يومياً منذ تسعينيات القرن الماضي، مما يعكس تغيراً ملموساً في المشهد الثقافي العام.
وتواجه المؤسسات الدينية والسياسية تحديات في إدارة هذا التنوع المتزايد، مع الحرص على الحفاظ على التماسك المجتمعي وضمان حرية العقيدة للجميع. وتبقى مسألة الاندماج الاجتماعي والثقافي في صلب النقاش العام الألماني.