وجه أكثر من مئة من قادة الإيمان الإنجيلي في الولايات المتحدة رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب، مطالبين إياه بالتدخل في مواجهة "مجزرة" يتعرض لها المسيحيون والدروز والأكراد والعلويون في منطقة السويداء السورية، بإشراف أبو محمد الجولاني، الذي يقدَّم في الخطاب الإعلامي كرئيس جديد لسوريا. الرسالة تأتي قبل اجتماع مرتقب بين ترامب والشرع في البيت الأبيض، خطوة أثارت جدلاً واسعاً واعتُبرت غير مسبوقة في السياسة الأمريكية تجاه شخصيات محسوبة على التنظيمات الجهادية.
يشير الموقعون إلى أن قيادة الجولاني تسببت في أعمال قتل واضطهاد بحق الأقليات الدينية، وأنه تم منع فتح ممرات إنسانية تسمح بوصول المساعدات الطارئة والمنقذة للحياة عبر الجولان إلى داخل سوريا، ما فاقم معاناة هذه الفئات المستضعفة. يصفون الجولاني بأنه إرهابي مرتبط بتنظيم داعش، ويعتبرون أن استقباله في البيت الأبيض تطبيع لوجوده دوليًا، ما يتطلب من الإدارة الأمريكية فرض شروط واضحة عليه أبرزها وقف الاعتداءات على الأقليات الدينية.
تضمنت الرسالة أيضًا شواهد ميدانية من مجدل شمس على الحدود السورية الإسرائيلية، حيث تحدثت بعض العائلات الدرزية عن تأثير هجمات الجهاديين على حياتهم اليومية وأمنهم. يبرز في سياق هذه المطالب تحذير واضح من تكرار العنف الطائفي، مع دعوة إلى التزام أخلاقي بحماية المجموعات الدينية من التصعيدات الدموية المتكررة التي شهدتها الساحة السورية في السنوات الأخيرة.
هذه الرسالة، بحسب لورا لومر وقيادات دينية أمريكية، تدعو إلى عدم التساهل مع الجولاني أو منحه غطاء سياسي دون موقف حاسم يضع حماية الأقليات المضطهدة ضمن أولويات أي تقارب أو حوار محتمل بين واشنطن ومسؤولي الواقع السوري الجديد.


