تيك توك في مرمى الاتهام: دعاية جهادية تهدد شباب فرنسا

أضيف بتاريخ 11/12/2025
عبر The Conversation


في السنوات الأخيرة، تحولت منصة تيك توك من مجرد تطبيق لمشاركة الفيديوهات القصيرة إلى مساحة خصبة لترويج الدعاية الجهادية بين فئة الشباب في فرنسا. تشير تقارير أمنية ودراسات حديثة إلى أن سن المتطوعين للانضمام إلى الحركات المسلحة المتشددة أصبح أصغر من أي وقت مضى، مع تصاعد ظاهرة "الجهاد الافتراضي" الذي يستهدف الفتيان والمراهقين عبر أدوات مشوقة وسريعة التأثير.

الحملات الدعائية الجهادية على تيك توك تعتمد على خطاب بصري وصوتي ذكي، يتلاعب بالمشاعر، ويبنّي روايات تثير الحماسة أو الضخمة الدينية. تعتمد هذه الحملات على مقاطع قصيرة تحاكي أفلام الأكشن أو الأغاني الشعبية، ما يسهل انتشارها بين الجيل الجديد المنجذب للثقافات الرقمية ويضعف قدرته على التمييز بين التسلية والخطر الحقيقي. وتبرز هذه الظاهرة خصوصاً على خلفية صراعات الشرق الأوسط، حيث تستغل المجموعات المتطرفة الأحداث الجارية لتكثيف حملاتها، في محاولة لتجنيد أفراد ترى فيهم وقوداً جديداً لمعاركها القادمة.

الخبراء الأمنيون يشيرون إلى تحول نوعي في الجهادية الرقمية، حيث تلاشت الحدود التقليدية بين منظري التنظيمات والمنتسبين، لصالح شكل جديد من "الجهاد الجماعي" والمبادرة الفردية. إذ غالباً ما يتعرف الشاب على مفاهيم التطرف من خلال مشاهداته اليومية دون الحاجة لأي هيكل تنظيمي أو تواصل مباشر مع الجماعات. هذه الاستراتيجية تعطي الدعاية الجهادية تأثيراً خفياً وعميقاً، وتضاعف من صعوبة مكافحة التطرف في بيئة افتراضية مفتوحة وسريعة التطور.

التحدي اليوم يكمن في قدرة السلطات الفرنسية على تتبع حملات الدعاية ورصد المتغيرات السريعة في أساليب الاستهداف، خصوصاً أن تيك توك وغيره من المنصات يواجهون انتقادات دائمة بشأن بطء الاستجابة وضعف الرقابة. يؤكد المختصون أهمية تكثيف الوعي النقدي لدى الشباب وتعزيز الثقافة الرقمية الوقائية لتمكينهم من مواجهة خطابات الحقد والمتطرفين في عصر ينقل فيه الجهاد من ساحات القتال إلى شاشات الهواتف الذكية.