أُطلقت في الرباط سلسلة من الندوات الجهوية للتعريف بالشمائل المحمدية والسيرة النبوية، بمناسبة مرور 15 قرنًا قمريًا على مولد النبي. تأتي المبادرة بتأطير المجلس العلمي الأعلى واستنادًا إلى الرسالة التوجيهية لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، مع برمجة لقاءات تمتد إلى دجنبر ويناير في مختلف جهات المملكة.
افتتحت السلسلة بمحاضرة لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق حول «السيرة النبوية في تقدير كتابات أجنبية»، بحضور علماء وعالمات وأئمة ومرشدات وطلبة وباحثين وممثلين عن المجتمع المدني في جهة الرباط–سلا–القنيطرة. وتستهدف الندوات نشر معرفة رصينة بالسيرة النبوية وتقديمها في صيغة معاصرة قريبة من الباحثين والمهتمين والجمهور العام.
تعمل الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى على إشراك نخبة من العلماء والعالمات لعرض جوهر السيرة من زوايا متعددة: الدروس والقيم، الأخلاق والسلوك، أثر السيرة في بناء الإنسان والأسرة والمجتمع، وأبعادها الحضارية والإنسانية، بما يعمّق ارتباط المجتمع المغربي بالرسول ويُرسّخ حضور القيم النبوية في الحياة اليومية.
البرمجة الجهوية تشمل 11 ندوة موزعة على الجهات خلال الشهرين المقبلين، بمشاركة العلماء والأئمة والمرشدين والقيمين الدينيين والطلبة والباحثين ومكونات المجتمع المدني. الهدف هو إتاحة فهم أدق للسيرة، واستثمار معانيها في تزكية النفس وتقويم السلوك، وبناء رؤية أخلاقية عملية قابلة للتفعيل في السياق المغربي الراهن.
المجلس العلمي الأعلى يربط هذه اللقاءات بمسار أوسع لتجديد الوعي الديني، من خلال بث معاني السلم والرحمة، وتحديث أدوات الخطاب العلمي، ومواكبة التحولات مع صون الثوابت. وتُقدَّم السيرة هنا باعتبارها مرجعًا للحياة والفكر والممارسة، لا مادة سردية فقط، بما يعزز الربط بين الأصالة ومتطلبات العصر.
وُضعت محاور مرجعية لاستئناس المتدخلين، من بينها: السيرة كمنهج للحياة وبناء الإنسان، المقاصد الكبرى للبعثة، القيم الأخلاقية والتربوية، إسهام السيرة في بناء الأسرة والمجتمع، أبعادها الحضارية والإنسانية، وحضورها في الوعي المغربي المعاصر. يتيح هذا الإطار تناولًا منهجيًا يوازن بين القراءة العلمية للنصوص والسياقات التاريخية، وبين احتياجات الواقع.
تتوزع الإسهامات العلمية على ندوات يؤطر كلًّا منها عالم مغربي بارز، من بينهم: سعيد شبار، مصطفى بنحمزة، مصطفى البوحياوي، محمد الروكي، عبد الله بن المدني، المصطفى زمهمي، اليزيد الراضي، إدريس بن ضاوية، سعيد بيهي، خديجة أبوزيد، ومحمد الطبراني. ويُنتظر أن تسهم هذه الأسماء في صوغ مخرجات معرفية يمكن الرجوع إليها أكاديميًا ومجتمعيًا.


