بعد عام على «اتفاقيات درملانريغ» المتاحة عبر الموقع الرسمي (اتفاقيات درملانريغ)، اجتمع اثنان من أبرز القادة المسلمين واليهود في لندن ضمن الخطاب التذكاري السنوي لسر سيغموند شتيرنبرغ لمناقشة الخطوات المقبلة للحوار بين المسلمين واليهود في المملكة المتحدة. شارك الحاخام جوش ليفي، الشريك في قيادة اليهودية التقدمية، والإمام سيد رضوي، الإمام الأكبر في الجمعية الاسكتلندية لآل البيت، في نقاش عملي حول تحديات الحوار وكيفية توسيع أثره مجتمعياً في بريطانيا.
قال الدكتور سيد رضوي إن هذه الاتفاقيات تهدف إلى منع الشرخ المدني قبل وقوعه، مؤكداً أن زمن الانقسام يتطلب من القادة أن يمنحوا الحوار أولوية منذ البداية وإلا سيدفع المجتمع ثمن التأخير لاحقاً. وأوضح أن السلام لا يصنع بتجاهل الاختلافات، بل بإدارة هذه الاختلافات بوعي وانضباط؛ إنها ممارسة «فن الاختلاف البناء» الذي غاب عن زمننا.
من جانبه، شدد الحاخام جوش ليفي على أن «اتفاقيات درملانريغ» ليست سوى نقطة انطلاق لعملية أوسع للمصالحة، داعياً إلى إدماجها في منظومة مستدامة تتجاوز أثر الحاضرين آنذاك وتصل إلى مجمل مجتمعاتنا. وأشار إلى الحاجة لبناء بنية تحتية تنظيمية قادرة على تحويل هذا الإطار إلى عمل مؤسسي مؤثر وطويل الأمد.
أما مايكل، نجل سر سيغموند شتيرنبرغ ومحامٍ منخرط في الحوار بين الأديان منذ أكثر من ثلاثة عقود، فرأى أن موضوع الندوة مثالي لذكرى والده الذي كان صاحب رؤية في العلاقات اليهودية‑المسلمة، مضيفاً أن «اتفاقيات درملانريغ» تمثل خطوة تاريخية نحو المصالحة وبناء تضامن مجتمعي مستدام في بريطانيا.



