يعالج كتاب "الثورة من الداخل" قضية التغيير الحقيقي في الإنسان والمجتمع عبر مفهوم تقدير الذات. تسلط الكاتبة غلوريا ستاينم الضوء على أن بناء الثقة الداخلية هو الأساس لأي إصلاح اجتماعي أو سياسي فعال. وترى أن معظم الكتب تركز إما على التحول الخارجي أو الداخلي، لكنها تجمع بين الاثنين في دائرة متكاملة من الإنجازات والتحديات.
يقوم الكتاب على تجارب وقصص شخصية للكاتبة ولآخرين، إلى جانب تأملات اجتماعية وتاريخية، تؤكد أنه لا يمكن للإنسان أن يحدث تغييراً حقيقياً دون أن يبدأ بمعرفة ذاته وقبول نقاط ضعفه وقوته. يحذر الكتاب من الخضوع لمعايير المجتمع غير العادلة التي تنمي الشعور بالنقص وتكرس الصور النمطية التقليدية حول الهوية والجندر والدور الاجتماعي. وتدعو الكاتبة القارئ للعودة لطفولته ومواجهة جراحه الداخلية بهدف الشفاء والنمو، وترى أن الحب غير المشروط والدعم من المحيطين ضروريان لتكوين تقدير الذات القوي.
يعتبر الكتاب التربية أداة أساسية للتحول، إذ لا يمكن أن تفتح إمكانات الإنسان إلا إذا ارتبط التعليم بالتجربة الفردية والبحث عن الشغف الداخلي. ويدعو أيضاً إلى إصلاح العلاقات الاجتماعية عبر إعادة تعريف الحب والشراكة بحيث تكون قائمة على الاحترام المتبادل، بعيداً عن التعلق المرضي أو النماذج الرومانسية التقليدية التي تكرس التبعية وضعف الثقة بالنفس. ويشجع على ممارسة التأمل الذاتي والانخراط في مجتمعات داعمة وممارسة الكتابة كوسيلة للوعي والنمو الذاتي.
في الأخير، يعبر الكتاب عن أن الثورة الحقيقية تبدأ حين يواجه كل شخص ذاته، ويحول الإحساس الداخلي بالقيمة إلى قوة تغيير تصنع بيئة اجتماعية أكثر عدلاً وتقبلاً للإنسان بكل اختلافاته. بهذه الفلسفة، يصبح التغيير الداخلي والتمكين الذاتي شرطاً لكل حركة إصلاحية أو ثورة خارجية ذات معنى.