تتأمل الكاتبة آنا برونو في مقال لها علاقة الأدب الكاثوليكي بالفكاهة، وتثير تساؤلاً حول سبب غياب الطابع الكوميدي عن معظم الأعمال الأدبية المعنية بالهوية المسيحية في الولايات المتحدة، رغم حضوره الواضح في تجارب الكوميديين والقصص اليومية للمنتمين للكنيسة الكاثوليكية. تستعرض برونو مواقف شخصية من حياتها، وتحلل كيف أن النكات والسخرية الأسرية حول الطقوس الدينية تشكل رابطاً إنسانياً وعفوياً بين الأجيال، كما تظهر في أعمال كوميكس مثل جون مولاني، كونان أوبراين وستيفن كولبير، الذين يجعلون من هويتهم الكاثوليكية مصدراً دائماً للفكاهة والارتباط العاطفي.
ترى الكاتبة أن الأدب غالباً ما يتردد في تناول الدين بهذا الإطار الساخر، فيميل إلى تسليط الضوء على الأبعاد الجادة والروحية فقط. تشير هنا إلى نماذج أدبية حديثة تناولت الهوية اليهودية أو الإسلامية من زوايا يومية وواقعية بعيداً عن الشعور بالحرج أو الطابع الاحتفالي، على عكس الأدب الكاثوليكي الذي كثيراً ما يفصل بين الدين وسلوك الشخصيات في الحياة اليومية. وتستلهم من أعمال مثل "Fine Young People" فكرة أن عدم أخذ الذات الكاثوليكية على محمل الجد يفتح الباب أمام معالجة العبثيات البشرية والنقائص الروحية بأسلوب فيه ترفيه وعمق إنساني في آن واحد.
تختم برونو بأن السخرية من المعتقدات ليست رفضاً للجوهر الديني، بل تعبير عن الشك والأسئلة الوجودية التي ترافق الفرد في مسعاه للبحث عن المعنى. في ضوء ذلك، تدعو الكتاب الكاثوليك للانفتاح على الجوانب الكوميدية في تراثهم، مؤكدة أن السرد الروائي يستطيع أن يعيد للطقس الديني بعده الإنساني ويعزز التسامح مع الذات، ويجعل العودة للفكاهة مدخلاً للتسامح الروحي والتصالح مع الأخطاء اليومية في الحياة والكتابة.